بسم الله الرحمن الرحيم
دخل الإسلام الصين في القرن السابع الميلادي، إلا أن أول اتصال بالإسلام كان قبل ذلك بكثير، من عدة طرق:
1 ـ من الغرب، وتمثل في فتح التركستان الشرقية في العصر الأموي، فقبل أن ينتهي القرن الهجري الأول وصلت غزوات
(قتيبة بن مسلم الباهلي)، الحدود الغربية للصين، وعلى الرغم من أن الفتوحات الإسلامية لم تتوغل في أرض الصين، إلا
أن طريق القوافل بين غرب آسيا والصين، كان له أثره في انتشار الإسلام عن طريق التجار في غربي الصين.
2 ـ المحور البحري، وتمثل في نقل الإسلام إلى شرقي الصين، ففي نهاية عصر الخلفاء الراشدين، في عهد عثمان بن
عفان، وصل مبعوث مسلم إلى الصين في سنة 21هـ، ثم توالت البعثاث الإسلامية على الصين حتى بلغت 28 بعثة في
الفترة بين سنتي (31هـ ـ 651) و(184 هـ ـ 800).
_ ينتشر المسلمون في كافة أنحاء الصين، إلا أن الجزء الأكبر منهم يعيش في غرب الصين، خاصة في إقليم سينكيانغ أو
المستعمرة الجديدة باللغة الصينية، وسكانها المسلمون من عرق الايغور، ومنطقة نينغشيا الذاتية الحكم، ومقاطعات
قانسو وتشينغهاي ويوننان.
_ يعتنق الإسلام في الصين أبناء قوميات عدة مثل (هوي، الايغور، التاتار، القرغيز، القازاق، الأوزبيك، دونغ شيانغ، سالا،
وباو آن)، إلا أغلبهم من قومية «الايغور» وهؤلاء يقطنون إقليم سينكيانغ، وقومية «هوي» التي تنتشر في جميع أنحاء
البلاد، علماً بأن أبناء «الايغور» لا ينتمون من الناحية العرقية إلى الصينيين، بل إلى الشعوب التركية، أما أبناء «هوي» فهم
ينتمون عرقيا إلى شعوب «هان» الصينيين، لكنهم يختلفون عنهم في الدين.
_ حسب التقديرات فإن عدد المساجد يبلغ الآن حوالي 30 ألف مسجد، بها 40 ألف إمام، علما بأن أول مسجد ظهر إلى
حيز الوجود في الصين كان في عهد أسرة تانغ (618 ـ 907م)، وهو مسجد هوايشينغ (الحنين إلى النبي) بمدينة
قوانغتشو.
_ واجه المسلمون الأوائل الذين قدموا إلى الصين مهمات عديدة للاستقرار في هذا البلد، على رأسها بناء المساجد في
الأماكن التي أقاموا بها، ثم تبني اللغة الصينية كلغة لحياتهم اليومية بدلا من لغتهم الأصلية، سواء العربية أو الفارسية
لتيسير التعامل مع الصينيين.