طارق خفاجي المراقب العام
عدد المساهمات : 140 نقاط : 349 تاريخ الميلاد : 27/06/1974 تاريخ التسجيل : 04/11/2009 العمر : 49
| موضوع: الاحتفال بميلاد النبي وتصحيح مفاهيم الأربعاء 17 مارس 2010 - 10:21 | |
| الرسالة الثالثة الاحتفال بذكرى ميلاد الرسول صلى الله عليه و سلم " و تصحيح المفاهيم " .
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه . يدور جدل في غير موضعه في شهر ربيع الأول من كل عام بين فئات من الشباب حول الاحتفال بميلاد الرسول صلى الله عليه و سلم فمن الناس من يقولون ببدعية هذا الاحتفال على الإطلاق ، و حينما تتحدث عن الاحتفال بميلاد النبي صلي الله عليه و سلم فينبغي أن يكون بالطريقة التي لا تخرجنا عن الإطار الشرعي ولا نفعل ما يفعله الجهلاء لأننا ننكر العبث الفاطمي الموروث في بعض بلاد المسلمين و الذي لا يمت إلي السيرة العطرة بصلة و نرفض ما يفعله المبتدعة . • أذكرك أخي المسلم بأن أول من احتفل بميلاد النبي صلي الله عليه و سلم هو النبي نفسه ، فعظم يوم مولده و يتجلى ذلك واضحا حينما سئل صلى الله عليه و سلم عن صومه يوم الاثنين فأجاب قائلا : " ذاك يوم ولدت فيه " . • المفهوم الصحيح للبدعة : البدعة هي ما كانت اختراعا لعبادة و لم يسمح بها الشرع أو العادة يروج لها بأنها عبادة لله .
• رأي و رد :
بعض المتدينين أو من لا يفهمون النصوص ومقاصدها و يتصدرون للفتوى يرون بان إلقاء الخطب و المواعظ و عقد الندوات للتذكير بميلاد النبي و دراسة السيرة و السنة بدعة . لماذا؟ لأن الصحابة و التابعين لم يفعلوا ذلك .
• أقول هذا تحريم بغير نص و فتوى بغير فهم وعلم ، و الرد على ذلك فيما يلي تصحيحا للمفاهيم : قال الله في القرآن الكريم آمرا سيدنا موسى " و لقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلي النور و ذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور " إبراهيم (5) . انظر في أي كتاب من كتب التفسير لتبحث في معنى الآية السابقة ، و أذكر لك ما قاله صاحب الظلال - سيد قطب- " وكل الأيام أيام الله و لكن المقصود هنا أن يذكرهم بالأيام التي يبدو فيها للبشر أو لجماعة منهم أمر بارز أو خارق بالنعمة أو بالنقمة . وينبغي أن تعلم يا أخي أن يوم ميلاد النبي من أيام الله و يوم بعثته من أيام الله و يوم هجرته من أيام الله و يوم الفتح من أيام الله و يوم الأحزاب من أيام الله ...إلخ • و البعض يقول إن خطاب الله و أمره لنبيه موسى خاصا ببني إسرائيل و ليس تشريعا لنا أقول أن القاعدة الشرعية تقول " شرع من قبلنا شرع لنا ما لم ينسخ " وتصفح يا أخي القرآن تجد الوصية و الأمر للنبي صلى الله عليه و سلم و لأصحابه بتذكر نعم الله عليهم في يوم الأحزاب حيث قال الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا و جنودا لم تروها و كان الله بما تعملون بصيرا ، إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم و إذ زاغت الأبصار و بلغت القلوب الحناجر و تظنون بالله الظنونا " الأحزاب (9،10) .
ولقد أمر الله الأمة بتذكر نعمة الله عليها بهجرة نبيها و تمكين الله له في المدينة المنورة حيث قال تعالى " و اذكروا إذ كنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فأواكم و أيدكم بنصره و رزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون " الأنفال 26
• من هذا المنطلق لأوامر القرآن و وصاياه أتساءل : ألا تعتبر هذه الأوامر بمثابة الضوء الأخضر لدراسة سيرة المصطفى صلى الله عليه و سلم للاقتداء به ؟ ألم يزرع التذكير بأيام الله في نفس المؤمن الثقة في النصر و في الجزاء و يدفعه إلى البذل و الفداء ؟ • أترك الإجابة لك أخي الكريم بعد هذا التأصيل للأدلة . و أعتذر للإطالة و لكني رأيت أنه واجبي أن أعطي هذا الموضوع حقه و أوضح لأصحاب الأفكار العقيمة و الأفق الضيقة ، إن الرسول صلى الله عليه و سلم حينما قدم المدينة و رآهم يصومون يوم عاشوراء لأنه يوم أنجى الله فيه موسى و قومه و أغرق فرعون ومن معه قال لهم " نحن أولى بموسى منكم " رواه البخاري و سن النبي صلى الله عليه و سلم صيامه للمسلمين و صيام يوم قبله أو يوم بعده . • و أما الذين يقولون بأن الاحتفال بميلاد النبي بدعة و لم يعقد الصحابة الندوات فحجتهم واهية و قولهم مردود و ينبغي أن يعلموا بأن الصحابة لم يؤلفوا كتبا في السيرة و لم يكتبوا المصاحف بالمطابع و لم يضيفوا إليها اسم المطبعة و دور النشر و لم يجعلوا للمصاحف فهارس إرشادية و لم يضعوا أرقاما للآيات . فهل كل هذه الأعمال التي استحدثت بعد الصحابة والتابعين تعد من البدع و مصيرها إلى النار؟ • و نصيحتي إلى الذين لم يعرفوا و لم يفهموا أحكام الأشياء المستحدثة أقول لهم إن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد نص بتحريمها و أن تنظر إلى الأشياء المستحدثة في ضوء المصلحة لهذه الأمة فحيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله . • ألم يكفِ المتشدقون ومن لا علم لهم بالنصوص قول الله تعالى " قل إن صلاتي وتسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين لا شريك له و بذلك أمرت و أنا أول المسلمين " الأنعام "162-163" . و قول الرسول صلى الله عليه و سلم : " إنما الأعمال بالنيات .... إلخ " رواه مسلم ، فلو أحسنا فهم الآيتين السابقتين و الحديث السابق و علمنا أن الأعمال العادية تصير بالنية الصالحة الصادقة قربة إلى الله ما رمينا أحدا بأنه مبتدع وما حرمنا على الناس مباحا . • و لو نظرت يا أخي إلى دول العالم و إلى أصحاب الديانات المختلفة لوجدتهم يحسنون استغلال و توظيف المناسبات و حققوا لأنفسهم و لمفكريهم و لزعمائهم و لدولهم الأوسمة المختلفة و اليوبيل الفضي و الذهبي و يبعثون بذلك الهمة في الشعوب و يجعلون أيام النصر و أيام الهزيمة مناط احتفالات لهم يستلهمون منها الدروس ليحيوا بذلك ذاكرة شعوبهم ليحفزوهم إلى التقدم ثم يضعون الخطط و السياسات المستقبلية للنهوض بأممهم و أختم بقول المعصوم صلى الله عليه و سلم " الحكمة ضالة المؤمن أني وجدها فهو أولى الناس بأخذها "
و السلام عليكم
عبد المجيد دومة
| |
|