طارق خفاجي المراقب العام
عدد المساهمات : 140 نقاط : 349 تاريخ الميلاد : 27/06/1974 تاريخ التسجيل : 04/11/2009 العمر : 49
| موضوع: المعجم قلب اللغة النابض الثلاثاء 10 نوفمبر 2009 - 14:52 | |
| .]بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد :
المعجم اللغوي يعني كتاباً مرتباً ترتيباً خاصاً يضم
أكبر عدد من مفردات اللغة مقرونة بالشرحِ والتفسير .
وقد استعمل بعض اللغويين كلمة قاموس على المعجم لتقوم صفة
له ،وأصل معناها البحر أو المحيط أو أبعد نقطة فيهما.
وأصل مادة معجم من (عجم) ، وهي تدل على الإبهام والإخفاء ،
إلا أن كلمة معجم مشتقة من الفعل "أعجم" المزيد بالهمزة ،
فأصبح معنى "أعجم" أزال العجمة والإبهام .
تَعرف اللغة العربية , أنواعاً أخرى من المعاجم , غير معاجم
الألفاظ , نذكر منها :
1. معاجم المعاني 2. معاجم التراجم 3. المعاجم الكاشفة 4. المعاجم المتخصصة
تعريف :
المعجم اللغوي :
كتابٌ يشمل على عدد كبير من مفردات اللغة ،ويُبين معانيها ،
ويضبط بنيتها ويذكرُ مشتقات كلٍّ منها ،وجمع التكسير للبعض
منها .
والمعاجم العربية اللغويةُ كثيرةٌ ، والمشهور من المعاجم القديمة :
"المحيط" للصاحب بن عباد ،
"القاموس المحيط" للفيروز أبادي ،
"كتاب العين" للخليل بن أحمد الفراهيدي ،
"المحيط الأعظم" لابن سيده ،
"مختار الصحاح" لإسماعيل بن حماد الجوهري ،
"المصباح المنير" لأحمد بن محمد الفيومي ،
و"لسان العرب" لابن منظور .
ومن المعاجم الحديثة :
المعجم الوسيط ، المُنْجِد ،
المراجع ، الرائد ،
والمنجد الأبجدي .
مرت المعاجم العربية بأطوار مختلفة وتعددت مدارسها المعجمية
واللغوية،وهذه المدارس على سبيل الإيجاز هي:
مدرسة الخليل:
مدرسة الخليل أول مدرسة عرفتها العربية في تاريخ المعجم
العربي،والخليل إمام هذه المدرسة وإمام المعجميين عامة،
فهو أول من شق أمامهم طريق التأليف المعجمي ودلهم عليه.
وقوام مدرسته ترتيب المواد على الحروف حسب مخارجها
وتقسيم المعجم إلى كتب، وتفريع الكتب إلى أبواب بحسب الأبنية،
وحشد الكلمات في الأبواب، وقَلْبُ الكلمة إلى مختلف الصيغ التي تأتي منها، مثل قوله في باب السين والميم مع الواو والألف
والياء: سوم، وسم، سمو، مسو، موس.
وقد سار بعض رواد التأليف المعجمي على نهج الخليل،
فالتزمه الأزهري في "التهذيب" وابن عباد في "المحيط"،
والقالي في "البارع".
ولم يكن هؤلاء الرواد مقلِّدين، ولم يتبعوا الخليل في كل دقيقة من
دقائق منهجه،بل خالفوه في بعض منهجه، وأضافوا إلى طريقة
الخليل أشياء جديدة،وهذا الجديد الذي أضافوه أو المقصد الذي
أرادوه،نتيجة تطور التأليف المعجمي الملحوظ.
ومن أوجه الخلاف بين رائد هذه المدرسة وأتباعها أن الخليل جعل
كل كتاب في معجمه قائمًا على حرف من حروف الهجاء،
ومقسومًا إلى أربعة أبواب: الثنائي المضاعف، والثلاثي الصحيح،
واللفيف، وجعل الباب الرابع للرباعي والخماسي.
وكذلك صنع القالي، إلا أنه أفرد لكل من الرباعي والخماسي بابًا،
وعزل ما كان ثلاثيا معتلا بحرف عن اللفيف، وسماه الثلاثي المعتل.
والأزهري خالف الخليل في المهموز وأحرف العلة،
حيث أراد الأزهري إفراد المهموز دون تفرقة،
وعزله عن المعتل، ولكنه لم يوفق كل التوفيق.
مدرسة أبي عبيد:
وهي التي تنتسب إلى أحد أئمة اللغة والأدب أبي عُبيد القاسم بن
سلام،وقواعدها بناء المعجم على المعاني والموضوعات،
وذلك بعقد أبواب وفصول للمسميات التي تتشابه في المعنى أو
تتقارب،وكانت طريقة أبي عبيد من أولى المراحل التي بدأ فيها
التأليف اللغوي،ولكن بدأ كتبًا صغيرة، كل كتاب يؤلّف في
موضوع،مثل كتاب الخيل، وكتاب اللبن، وكتاب العسل، وكتاب
الحشرات،....
وفَضْلُ أبي عبيد أنه جمع أشتات هذه الموضوعات
والمعاني في كتاب كبير، يضم أكثر من ثلاثين كتابا مثل: خلق
الإنسان، والنساء، واللباس، والطعام والشراب، ...
ومجموع ما تضم هذه الكتب الثلاثون سبعة عشر ألف حرف
وأكثر.وقد جمع أبو عبيدة أشتات الكتب الصغيرة المؤلفة
بحسب المعاني والموضوعات، وجمعها في غريبه، وقسمها أبوابا
سماها كتبا،ثم أفرد كل كتاب بموضوع حشد فيه من الكلمات ما
يتفق مع العنوان،فمثلا حشد في كتاب النساء كل الكلمات الخاصة
بهذا اللا اله الا الله.
واتبع أبا عبيدة في تأليفه من القدماء
أبو الحسن الهنائي الأزدي - المعروف بكراع النمل -
في كتابه "المنجد فيما اتفق لفظه واختلف معناه".
واتبعه ابن سيده في "المخصص" وتوسع فيه كثيرا،
ومن المعاصرين مؤلفا كتاب "الإفصاح".
مدرسة الجوهري:
هذه المدرسة تنتسب إلى الإمام المجدد الجوهري الذي ابتكر في
التأليف المعجمي منهجا قرّب اللغة إلى الباحثين. ومئات المعاجم والكتب اللغوية مرتبة ترتيب الجوهري مما يدل على عِظم
مدرسته.
ونظام هذه المدرسة ترتيب الموادعلى حروف المعجم باعتبار آخر
الكلمة بدلا من أولها،ثم النظر إلى ترتيب حروف الهجاء عند
ترتيب الفصول، والأول سماه بابا،والثاني فصلا، فكلمة "بسط"
يُبحث عنها في باب الطاء لأنها آخر حرف فيها،وتقع في فصل
الباء لأنها مبدوءة بها.
ولم يقف إمام هذه المدرسة عند الحرف الأخير بل نظر إلى الحرف
الأول، ثم تجاوز ذلك إلى الحرف الثاني في الثلاثي، والحرف
الثالث في الرباعي،والحرف الرابع في الخماسي، حتى يكون
الترتيب دقيقا.
ومن أشهر أتباع هذه المدرسة الإمام الصغاني في معجماته
المعلمات المشهورات: "التكملة والذيل والصلة" و "مجمع
البحرين" و "العباب"،
والفيروزأبادي في "القاموس" وابن منظور في "اللسان".
ومع أن الفيروزأبادي أراد من تأليف القاموس منافسة الجوهري
وإظهار عجزه وقلة بضاعته فإنه لم يستطع أن يبتكر سبيلا جديدة،
بل اتبع الجوهري في النظام والترتيب والمنهج.
ومن المعاجم المعاصرة التي سارت على نهج الترتيب الألفبائي
"المعجم الوسيط" الذي أصدره مجمع اللغة العربية بالقاهرة،
ويتلخص المنهج الذي نهجه مجمع اللغة العربية في ترتيب مواد
المعجم فيما يلي: - تقديم الأفعال على الأسماء.
- تقديم المجرد على المزيد من الأفعال.
- تقديم المعنى الحسيّ على المعنى العقلي والحقيقي على
المجازي.
- تقديم الفعل اللازم على الفعل المتعدِّي. | |
|