واحد من بضعة فنانين تفتخر بهم مصر وتباهي الدول الأخرى..عالمه التشكيلي شديد الثراء والغني، سواء من زاوية غزارة الإنتاج أو تنوعه.. يقف علي قمة الفنانين(التجريديين) و (التشخيصيين) العرب.. فقد حقق لاسمه شهرة تقارب شهرة نجوم السينما.
ولد الفنان صلاح طاهر في 12 مايو سنة 1912، بعد أن أتم دراسته الثانوية التحق بمدرسة الفنون الجميلة العليا عام 1929 و كان صلاح طاهر احد أبناء الجيل الثاني الذي بدأ دراسته علي أيدي الأساتذة الأوربيين ثم استكمالها علي أيدي الأساتذة المصريين عقب عودتهم من بعثاتهم الفنية إلي الخارج، حيث تخرج فناننا في مدرسة الفنون الجميلة العليا عام 1934
عقب تخرجه عمل مدرسا للرسم بمدرسة المنيا الابتدائية لمدة عامين، ثم انتقل إلي الإسكندرية ليعمل بمدرسة العباسية الثانوية، وفي عام 1941 انتقل إلي القاهرة مدرسا للرسم بمدرسة فاروق الأول الثانوية.. ولكنه لم يستمر في هذه المدرسة سوي عام واحد, لأنه في عام 1942 عين مدرسا للتصوير الزيتي في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة وهذا هو الاسم الأخير للأكاديمية التي تخرج فيها صلاح طاهر وابتداء من سنة 1943 تولي مهمة الأستاذ المشرف علي (مراسم كلية الفنون الجميلة)، وهو يعتبر أول شكل من أشكال (الدراسات العليا ) أو (التفرغ للإنتاج الفني) في مصر.. وفي عام 1954 ترك العمل بكلية الفنون الجميلة ليتولي منصب مدير متحف الفن الحديث بالقاهرة، فحوله إلي خلية من النشاط الفكري والثقافي.. ثم ارتقي إلى منصب مدير المتاحف الفنية عام 1958.. ولم يستمر في هذا المنصب سوي عام واحد أصبح بعده مديرا لمكتب وزير الثقافة والإرشاد القومي للشئون الفنية وفي عام 1961 أصبح مديراً لإدارة الفنون الجميلة بوزارة الثقافة، وبعد ذلك تولى إدارة دار الأوبرا من عام 1962 حتى تركها عام 1966 ليعمل كمستشار فني لمؤسسة الأهرام، وقد قام الفنان بالتدريس كأستاذ غير متفرغ بمعهد السينما منذ عام 1961 كما قام بالتدريس لطلبة كلية الإعلام و أقسام الدراسات العليا بكلية الآثار بالقاهرة لمدة أربع سنوات متتالية من عام 1972.
حرص صلاح طاهر علي تقديم إنتاجه المتصل في معارض سنوية منتظمة، حتى يتيح للأجيال الجديدة من الفنانين والمتذوقين أن يتعرفوا علي تطوره الفني عاما بعد عام، فقدم أكثر من ألف لوحة تنوعت بين الكلاسيكية (التصوير الطبيعي) والتشكيل الذي يعتمد علي العناصر الهندسية وخلال مشواره الفني أقام أكثر من 80 معرضاً محلياً وعالمياً منذ عام 1932 وأشترك في حوالي 67 معرضاً جماعياً.
وبلغ عدد المعارض التي أقامها صلاح طاهر في الدول الغربية حوالي ثمانية معارض حقق من خلالها نجاحاً واضحاً و كان يترك لوحاتها للسفارة المصرية بالدولة المستضيفة لتهديها باسم مصر إلى الشخصيات الهامة في البلد.
لم يقتصر إنتاجه الفني على معروضاته في المعارض السابقة؛ فقد أنجز لمبنى مؤسسة الأهرام65 لوحة، وقام بوضع الرسوم التوضيحية لكتابي "النبي" و "حديقة النبي" لجبران خليل جبران، وكذلك رسوم كتاب الدكتور عكاشة "إعصار من الشوق" وغيرها
الجوائز التي نالها
حصل على جائزة الدولة التشجيعية في التصوير الزيتي عام 1959، وحصل على جائزة جوجنهايم كأفضل المشتركين المصريين لهذه المسابقة عام 1960، ونال جائزة التصوير على الجناح المصري في بينالي الإسكندرية لدول حوض البحر المتوسط عام 1961، وقد كرمته الدولة عن مجموع نشاطه الفني والثقافي عندما أهدته جائزة الدولة التقديرية في الفنون لعام 1974 مع وسام العلوم والفنون ، ثم نال جائزة مبارك للفنون في عام 1988.
مذهبه الفني
يمكن تصنيف أعمال صلاح طاهر إلى ثلاثة حالات فنية يستمتع في كل منها بعملية الخلق الفني فهو في الحالة الأولى يرسم الوجوه الشخصية (البورتريهات) وفيها يظهر هذا الوفاق الذي عاشه الفنان حتى النهاية مع عالمه التشخيصي الوصفي القديم.. ويمثل هذا الوفاق الأسلوب التقليدي أو الوصفي.
وتتضح الحالة الثانية في رسومه للتجمعات الإنسانية والتكوينات المعمارية والتي تنتمي إلى التجريدية.
فيما تظهر الحالة الثالثة عند رسمه للأشكال اللاتشخيصية التي يبتكرها إذ يجد فيها نوعاً من الإحساس والمتعة الذهنية لأنه يجسد في كل لوحة غير تشخيصية قانوناً جماليا من قوانين التوازن والتآلف وغيرها من القوانين التي تحكم العلاقات بين الخطوط والمساحات والألوان ودرجاتها.
توفي صلاح طاهر في 6 فبراير 2007.