طارق خفاجي المراقب العام
عدد المساهمات : 140 نقاط : 349 تاريخ الميلاد : 27/06/1974 تاريخ التسجيل : 04/11/2009 العمر : 49
| موضوع: (6)قراءة في كتابي الروح وحادي الأرواح الجمعة 8 يناير 2010 - 14:20 | |
| هل الروح تموت أم الموت أم الموت للبدن وحده ؟
يقول ابن القيم : موت النفوس هو مفارقتها
لأجسادها و خروجها منها أما إذا أريد بالموت أن تعدم
الروح و تضمحل و تصير عدما محضا فهي لا تموت
بهذا الاعتبار بل هي باقية بعد مفارقتها للجسد ، إما
في نعيم او في عذاب .
فالموت هو انتقال من حال إلي حال و يدل علي ذلك
أن الشهداء بعد قتلهم و موتهم أحياء عند ربهم
يرزقون فرحين مستبشرين و هذه صفة الأحياء في
الدنيا فالأنبياء مغيبين عنا بأرواحهم و أجسادهم معا ،
أما بقية الناس فأرواحهم تبقي و أجسادهم تبلي و
تصبح حال الأرواح مثل حال الملائكة فإنهم أحياء
موجودين و لكن لا تراهم أعيننا .
و أدلة القرأن الكريم و السنة و الآثار تفيد أن الروح
ذات قائمة بذاتها و تصعد و تنزل و تنفصل و تتصل و
تخرج و تذهب و تجيء و تتحرك و قد وصفها الله
سبحانه وتعالي بالدخول و الخروج و القبض و
التوفي و الصعود إلي السماء و ذلك في قوله تعالي
: " و لو تري إذ الظالمون في غمرات الموت و
الملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم ... " .
و قوله تعالي : " يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي
إلي ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي
جنتي " .
وقد أخبر الرسول صلي الله عليه وسلم بأن بصر
الميت يتبع نفسه إذا قبضت ، و أخبر أن الملك
يقبضها فتأخذها الملائكة من يده فيوجد لها كأطيب
ريح مسك و جدت علي وجه الأرض أو كأنتن ريح
جيفة و جدت علي وجه الأرض حسب عمل صاحبها
في الدنيا .
و الأرواح بعد مفارقتها للأجساد تتميز عن بعضها و لا
تشتبه مثل تميز أبدان الناس في الدنيا ،
ولكن هل الروح تعاد إلي الميت في قبره وقت
السؤال أم لا ؟
لقد أخبرنا الصادق الأمين بأنها تعاد إليه ، قال البراء
بن عازب رضي الله عنه : كنا في جنازة في بقيع
الغرقد فأتانا الرسول فقعد و قعدنا حوله كأن علي
رؤوسنا الطير و هو يلحد له فقال أعوذ بالله من عذاب
القبر ثلاث مرات ، ثم قال إن العبد إذا كان في إقبال
من الآخرة و انقطاع من الدنيا نزلت إليه ملائكة كأن
وجوههم الشمس ، فيجلسون منه مد البصر ، ثم
يجيء ملك الموت حتي يجلس عند رأسه فيقول أيتها
النفس الطيبة أخرجي إلي مغفرة من الله ورضوان ،
قال الرسول : فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من
فيّ السقاء ، فيأخذها فإذا أخذها فلا يدعوها في يده
طرفة عين حتي يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن و
يخرج منها أطيب نفحة مسك و جدت علي وجه
الأرض ، فيصعدون بها فلا يمرون بها علي ملاء من
الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الطيب فيقولون فلان
ابن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه في
الدنيا ، حتى ينتهوا بها إلي السماء الدنيا فيستفتحون
له ، فيفتح له فيشيعه من كل سماء مقربوها إلي
السماء التي تليها حتي ينتهي بها إلي السماء التي
فيها الله تعالى فيقول عز وجل اكتبوا عبدي في
عليين و أعيدوه إلي الأرض فإني منها خلقتهم و فيها
أعيدهم و منها أخرجهم تارة أخري قال النبي صلي
الله عليه وسلم فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان
فيجلسانه
فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله .
فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام .
فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول
هو رسول الله .
فيقولان له : و ماعلمك بهذا ؟ فيقول قرأت كتاب الله
فآمنت به و صدقت ، فينادي منادي من السماء أن
صدق عبدي فأفرشوه من الجنة و افتحوا له بابا من
الجنة قال فيأتيه من ريحها و طيبها و يفسح له في
قبره مد بصره قال فيأتيه من ريحها و طيبها و يفسح
له في قبره مد بصره ، قال و يأتيه رجل حسن الوجه،
حسن الثياب ، طيب الريح ، فيقال : أبشر بالذي
يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له : من أنت
؟
فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير ، فيقول : أنا عملك
الصالح ، فيقول ربي أقم الساعةى حتي أرجع إلي
أهلي و مالي .
والعبد الكافر علي العكس من كل ماسبق . | |
|