ابراهيم خليل عضو مميز
عدد المساهمات : 80 نقاط : 134 تاريخ التسجيل : 17/01/2010
| موضوع: القومية العربية في شعر رفعت المرصفي الأحد 17 يناير 2010 - 0:50 | |
| لشاعر بفطرته مُرهف الحس .. جيّاش العاطفة ، يتميز مرصده بحاسة سادسة ترى ما لا يراه الآخرون ، وقلبه الأخضر لا يجف أبداً ، له ذبذبات عالية الإحساس .. دافقة الشعور ، والشاعر رفعت عبد الوهاب المرصفى يُسطر بقلبه قبل قلمه الكثير والكثير من قصائد الشجن حول هموم أمته العربية والإسلامية ..ففى قضية المسجد الأقصى السليب مسرى النبى محمد صلى الله عليه وسلم ، وأولى القبلتين ، وثالث الحرمين ، ودعماً لانتفاضة الشعب الفلسطينى الباسل والتى يجاهد فيها بالصدر والحجر ضد ترسانة الأسلحة الإسرائيلية الغادرة الماكرة يقول شاعرنا فى قصيدة بعنوان قصائد حجرية :
يا أطفال الحُلم الآتى / يا أحفاد صلاح الدين
يا طرح معارك حطين
يا عنوان الدرس الأول / فى الزمن المُعتَل الآخر
الدرسُ .. ومفردهُ حجرُُ / والجمع يُصاغ حجارة
" صبرا صبرا .. آل ياسر"
فالجنة وعد وبشارة / فالجنة وعد وبشارة
وفى مذبحة " قانا " بالجنوب اللبنانى التى اقترفها الكيان الصهيونى الغاشم والتى راح ضحيتها عشرات الضحايا من النساء والأطفال والشيوخ يقول الشاعر رفعت عبد الوهاب المرصفى فى قصيدة بعنوان " دماء على جدران التاريخ " والتى يحاول فيها الربط بين أحداث الماضى للاستفادة منها فى الحاضر فى منظومة شعرية رائعة حيث يقول :
من مجرى الجُرح " القانى "
ها آنذا ............
أنسلُّ حزينا بعروقِ قديم الأزمنةِ
أسافرُ
ممتطيا صهوة ذاكرتى
وحروف التاريخ دليلى
فيحطُّ جوادى بقبور الأندلس الأولى
يجذبنى بعضُُُ منى
أشتم روائح مجدٍ/ كان .... / ومات
تنبش ذاكرتى عن بعض رُفات
يهتز اللحدُ الماثل قُدّامى
تخرج قرطبة الأم أمامى
وتصيح عتاباً .......
"ما لك والأموات – مالك والأموات"
وتعود لحضن الكفن الدامى
وتتمتم .. آه يا لبنان آه ...آه ...آه
النزف شديد من دمنا والكل يراه
الدرس يعاود ثانية .. وا إسلاماه
وفى الحرب الأهلية اللبنانية التى اندلعت فى التسعينيات من القرن الماضى انفعل شاعرنا رفعت عبد الوهاب المرصفى مع الشعب اللبنانى الشقيق ومع وحدته الوطنية فجادت قريحته الشعرية بقصيدة بعنوان : " لبنان يا جرح العروبة " والتى يقول فيها :
لبنانُ .. يا طعنةً فى القلب iiترتجفُ جـبـالـك الـنُضر بالبارود iiمثقلةً أخـبـار نـحـرك بـالأفاق iiذائعةً لـبـنان يا دُرةَ الأعراب من iiزمنٍ كـل الـذيـن أرادوا مـنك مسلبة فـاسـتـنفرِ الصف يا لبنان منطلقا
يـا قطعةً من تراب العُرب iiتُختطفُ فـأين راح الشذى والحسنُ iiوالترفُ ضـاقت بها شاشةُ التلفازِ iiوالصحفُ كم مزّقوا عنك ثوب الحُسن واقترفوا سـيُـمـطـرون وبالا أينما iiثُقفوا والـضُر عنك قريبا سوف iiينكشفُ
وعندما قام خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبد العزيز رحمه الله بجهده المعروف فى إنجاح اتفاق الطائف لرأب الصدع اللبنانى وحقن الدماء اللبنانية الغالية كتب شاعرنا قصيدته المعروفة فى ذلك الحين بعنوان عودة لبنان التى يقول فيها :
يـا خـادم الـحرمين طابت iiخطوةُُ فى " الطائف" انزاحت غُيوم ضغائنٍ يـدك الـكـريـمة أمهرت iiلوثيقةٍ فـنـسـجْتَ للأطفال أجمل iiفرحةٍ فـكـسـبـت للإسلام أعنف iiجولةٍ يـا أرض لـبـنان العروبة كَبّرِى واسـتوعبى الدرس المرير iiوكفكفى وارو الـسـلام على المحبة iiوارعه
حـقّـقـت مـعـجـزةً لنا ورهانا وتـحـوّلـت حـبـا يفيض iiحنانا داوت جـراحـا أزمـنـتْ iiإزمانا ومـسـحْـتَ مـن حدقاتهم iiأحزانا ورسـمـتَ دربـا لـلـصفا وبيانا بـاسـم الـسـلام وبيّنى iiالبُرهانا دمـع الـتـنـاحر قد كفى ما iiكانا يـلُـد الأمـان ويُـطـلق iiالأفنانا
وفى قضية البوسنة والهرسك ذلك الشعب المسلم المسالم الذى استنكروا عليه حريته واستقلاله فأعلنوا عليه حربا شعواء حصدت الأخضر واليابس وأبادت رجاله ونسائه وأطفاله وسط صمت مشبوه لهذا العالم المتحضر الذى سطر فصلا أسودا له حيال هذا التآمر المرير .
وفى هذه القضية يقول شاعرنا رفعت عبدالوهاب المرصفى فى قصيدة بعنوان لا تقلعونى من جذورى على لسان طفل من البوسنة يرفض التهجير من بلاده :
لا تخرجونى من بلادى المسلمةْ قـومى أُبيدوا والعيون iiنواظرُُ مـاذا تـبقَّى من جرائم iiبعدما قذفوا الجماجم كالكرات iiأمامهم سـيسطر التاريخ فصلا أسودا أنـا مُسلم هذى حروف iiهويتى لـن يطفئوا نور الإله iiبحقدهم
إنـى سأبقى رغم أنف المحكمةْ والـجرح قاس والحقيقة iiمؤلمة بقروا الحوامل والصبايا الحالمة يـا لـلضمائر والقلوب الآثمة فـالـعار باق والفضيحة iiقائمة ولـتنظروها فى جبينى iiأوسمة والـفـجر آت والبشائر iiقادمة
وفى قضية شعب كوسفو المسلم الذى يجاهد من أجل نيل استقلاله وحريته ، ويُضرب بيد من حديد من الديمقراطيات والحريات الأوروبية لا لشئ إلا لأنه يطالب بحريته فيقول شاعرنا فى برقية على لسان هذا الشعب المجاهد :
أنا لن أُباد
مهما قتلتمْ أو حرقتمْ
أو حصدتمْ فى البلادْ
فأنا هنا دهر تعمَّق واكتسى
من خير زاد
وأنا هنا جِذرُُ عميقُ
طرحه عطر تسرَّب فى حنايا الأرض
فى كل امتداد
فدم الشهيد على الثَّرى
يأتى بآلافٍ شداد
ودم العذارى المستباح
سيشعل الآفاق ثأرا وارتعاد
أنا لن أباد
وفى قضية الفقر الذى يعانى منه الشعب الصومالى الشقيق فى ذات الوقت الذى تُنفق فيه مليارات الدولارات على مركبات الفضاء وترسانات الأسلحة الفتاكة نلمح صرخة شاعرنا متضامناً مع صراخ صومالى يصارع الموت جوعاً فى قصيدة بعنوان " صرخة " يقول فيها :
يـا مسلمون تعالوا واستروا iiبدنى فـمـا لـديـنا بقايا من iiملابسنا و مـا لـديـنا رجال دونما iiرمقٍ لـكـن قـلـبى باق فى iiعقيدته يا إخوة الإيمان فى بيدٍ وفى حضرٍ
غـداً سُـأرمـى رفاتا دونما iiكفنِ فـأىّ شـئ إذا ما متُ يسترنى ii؟ فـأىّ جـمع إذا ما مت يقبرنى ii؟ والـفَـجر آتٍ وعين الله iiتنظرنى أيـن الـزكاة فحق الله يلزمنى ii؟
وفى قضية غزو العراق للكويت فى أوائل التسعينيات ، والتى رفضها كل المجتمع العربى والإسلامى والإنسانى على الإطلاق حتى تحرر التراب الكويتى الشقيق حيث بدأت حرب تحرير الكويت فى السابع عشر من شهر يناير عام 1991 ضد قوات الغزو العراقية تنفيذا لقرارات مجلس الأمن والجامعة العربية ، وأطلقت على هذه الحرب " عاصفة الصحراء" كتب شاعرنا مهنئاً شعب الكويت الشقيق فى قصيدة بعنوان وعادت الكويت نذكر منها :
سقط الردى وانجابت iiالظلماءُ وتـوافـد الطير الوفى iiلعشهِ والـكـل يـنشد للإله iiمكبرا يا رب شكرا قد أجبت رجاءنا مهما أراد الظالمون لها iiالردى يـا كـل أبناء الكويت iiتحية إنـى كتبت إلى الكويت مُهنئا
وبـدا على وجه الكويت iiبهاءُ و تـعـانـق الآباء iiوالأبناءُ الله أكـبـر زالـت iiالأنواءُ فـالـحق باق والكويت iiبقاءُ فـالـعـدل دوما للحياة iiرداء لـكـم الخلود وأنتم iiالسعداء إنـى كتبتُ وفى الكتاب iiوفاءُ
وعن قضية أسرى الكويت لدى العراق كتب أيضا شاعرنا رفعت عبد الوهاب المرصفى فى قصيدة بعنوان برقية إلى أسرى الكويت مبشرا بفك أسرهم فى القريب العاجل :
يا أسرانا .. صبرا .. صبرا
ما كنتم يوما منسيين
ولا كنتم يوما أسرى
فالليل الأسود لن يبقى
وسيقبل ضوء الفجر كموجٍ
يجتاح ملوحة هذا المجرى
وستخرج كل طيور الوطن
تُغرّد فوق حدود العمر
القادم شُكرا شُكرا
يا أسرانا .. ما كنتم يوما منسيين
وما زلتم بملامح هذا الوطن البُشرى
ما زلتم وهجاً يتبرعم بجبين
الوطن حروفا نُضُرا
وانفعل شاعرنا أيضا مع ما يعانيه الشعب العراقى الشقيق من دمار وخراب على يد قوات التحالف التى استباحت كل شئ ، فعلى لسان الطفل العراقى على إسماعيل عباس الذى فقد ذراعيه ببغداد بفعل القنابل الذكية الأمريكية تساءل شاعرنا فى قصيدته التى تحمل عنوان هل من ضمائر تستحى؟ ونذكُر منها :
ماذا أقول إلى رفاقى
ماذا أقول إذا سُئلت عن الذراع ؟
- من يا ترى قطع الذراع
- ..... أكل الذراع ؟
قلت أسألوهم وحدهم ..
من ذا الذى بعث الجحافل
كى ترَّوع أمننا ؟
من ذا الذى صنع القنابل
كى تدك بلادنا ؟
أو يقبلوَن لطفلهمْ
تقطيع أذرعهِ كما فعلوا بنا ؟
قلت اسألوهم وحدهم
من ذا الذى حرق البراءةَ
والطفولة والصباحْ ؟
من ذا الذى قتل العجائز
والصبايا والملاحْ ؟
وبأى حق نُستهان ونُستباح ؟
وفى قضية الغزو الفكرى الذى يحاول الغرب أن يفتننا به من خلال الدعاوى المزيفة والآداب المستوردة من أجل طمس هويتنا العربية والإسلامية ، والقضاء على لغتنا الجميلة .. لغة القرآن الكريم ، يقول شاعرنا فى قصيدة بعنوان يا من فتنتم بالتغرب الذى أهداها إلى المفتونين بالغرب فى الثقافة والأدب والفكر :
أنـا شـاعـر لا اغـتوى بحداثةٍ فـن الـعـمـود أذوب فيه iiصبابة " حسان" رمز الشعر من عهد الهدى ذكـر الإلـه لدى العروق iiيُضِيئنى مـا هـمت يوما أو فقدت iiركائزى يـا مـن فُـتـنتم بالتغرب iiمنهجا
أمـشـى سـويـا فى مدى iiمأمونِ حـتـى دُعـيـت بشاعر iiمخبونِ أنـا سـائـر فى دربه iiالمضمونِ وشـذى الحديث يموج فى iiتكوينى أو تـهـت حـينا فى هوى iiوفتون لـم لا نـعـود لـوجهنا iiالميمون
وفى قصيدة هل صِرنا موتى؟ لشاعرنا رفعت عبد الوهاب المرصفى نجد مجموعة من التساؤلات التى تزاحمه حيث يقول :
يا للعار
هل صار الكل يبشُّ الوجهَ
يزم الوجه يسب الوجه بأمر القُرصان ؟
هل صار الكل ينفذ أمر الغطرسة الحمْقى
ويُزين أحرفه بنكاتٍ ونفاقٍ
ونقوش ؟
ألهذا الحد نعيش ؟
هل صرنا جسدا منزوع الريش
هل صرنا موتى ........
ولماذا يوهمنا البعض
بأنا فى الحُسبان ؟
وفى قصيدة بعنوان رسالة إلى أمى والتى كتبها شاعرنا الكبير رفعت المرصفى على لسان طفل محاصر فى غزة نجد ثورة من التساؤلات التى تؤكد براكين الغضب والألم والحسرة داخل أعماق هذا الطفل البرئ الذى ما عاد يشعر بجمال الطفولة ولا ببراءتها فالصورة مظلمة والجسد العربى يتمزق والفساد يستشرى مخلفا الخراب والدمار والشعب الفلسطينى يعانى الحصار الأليم بعد أن تحولت غزة إلى سجن كبير لأكثر من مليون ونصف المليون مواطن فلسطينى وحول كل هذه المعانى يقول شاعرنا على لسان هذا الطفل الجريح :
الصورة قاتمة يا أمى
الجسد يئنُّ على مرأى الأعراب
على مرأى الأغراب
الغدر يمزقهُ ...
وجنود الشر يعيثون فساداً
ودماراً فى الأرض
لا شئ سوى الصمتِ
سوى الخوفِ سوى الموت
لا أحدَ يحرّك فاهاً
أو يفتح للعدل الأبوابْ
أوَ ليس هناك على وجه الأرض
سوى شرْع الغابْ ؟
ثم تتصاعد ثورة الأسئلة وطوفان الحسرة فيتساءل الشاعر على لسان الطفل المحاصر عن ضمير العالم وعن حقوق الإنسان التى يتشدق بها دعاة الحرية الزائفة فيقول :
أين ضمير العالم يا أمى ؟!
وحقوق الإنسان
ما عاد هناك ضمير مشتركُُ
أو حلم مشتركُُ
أو شئ مشتركُُ
ما عُدنا نلمح إلا حلقات
الجبن الدولية
العدل يموت على أعتاب
الأمم المتحدة
. . . . . . . ..
بسمات الأطفال
أغتِيلت باسم الشرعية
أوَ لسنا بشرا يا أمى
ولنا ما للبشرية ؟
فلماذا تسلبنا الدنيا أزهار
الحرية ؟
ولماذا العالم يرفُض أن نرفضَ
أن نصرخ فى وجه الهمجية ؟
ويستكمل شاعرنا رفعت المرصفى بوحه على لسان الطفل المحاصر فى غزة فيعاتب الذين يتكاسلون عن نصرة الشعب الفلسطينى ودعمه فى قضاياه العادلة والمشروعة لنيل حريته واستقلاله فيقول :
أُماه ....
الإخوة باعوا الأرض بثمن بخس
باعوا البيت بثمن بخس
باعوا أشجار الأرز وأغصان الزيتون
باعوا الحلو الميمون
الإخوة باعوا دمنا
أصبح برميل النفط يعادل برميلا من دمنا
أصبح برميل النفط يعادل أطناناً من أعظُمِنا
الإخوة صاروا أسلحة تنحر فينا
وتقدمنا كشرائح لحم ناضجة للسفهاء
وعن دماء المسلمين المهدرة فى معظم بقاع هذا العالم يقول شاعرنا فى قصيدة بعنوان طعنات فى الجسد الإسلامى :
يـا مـسـلـمون جراحنا iiتتفجرُ ضـاعت حقوقُ فى زحام iiخلافنا مـاذا تـبـقـى كى نفيق iiلحالنا وإلـى مـتـى سيظل فينا iiشارد
ودمـاؤنـا فـى كل صوب iiتُهدرُ من فرط ضعف فى العروق يسافرُ والـقـيـدُ وهمُ والدوائر تُكسر ii؟ وعـدونـا فى كل لون يُمكرُ ii؟!
وينادى شاعرنا بوحدة الصف العربى والإسلامى لأن الاتحاد قوة والفرقة ضعف ، والذئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية .. حيث قال :
يـا أمة رسم الحبيب iiطريقها مـاذا تـبقى كى نعضد iiديننا ما كان يمكن أن يُمسَّ قميصنا
وانساب فيها الهْدىُ iiوالإرشادُ وشـذا الهداية نفرةُُ وجهادُ ii؟ لو أن كل المسلمين أرادوا ii!
ويؤكد شاعرنا رفعت المرصفى على هذا المعنى فى قصيدة أخرى بعنوان إسلامنا مستهدف حيث يقول :
يا مسلمون تآلفوا
وتعاضدوا وتكاتفوا
فالعود فى إفرادهِ
حتما يخور ويضعفُ
كنا نسيجا شائكاً
وعدونا يترجّفُ
كنا لواء واحداً
فوق الربوع يرفرفُ
كنا أُولى بأس
فصرنا بالتفكّك نُوصفُ
ماذا دهانا اليوم
من أفعالنا نتخلّفُ ؟
يا مسلمون توحدوا
إسلامنا مُستهدفُ
ودعوا التفرق جانبا
إن التوحد أشرفُ
وفى قصيدة بعنوان حروف من ذاكرة الفجر يستنفر شاعرنا طاقات هذه الأمة للخلاص من جزاريها حيث يقول :
يا أمتى .. ماذا تبقىَّ كى تفيقى ؟
ماذا سنلقى كى تفيقى ؟
كل القرائن قد بدت
كل البشائر أوشكتْ
والآكلون تحوّطوك
يا أمتى .. الرصدُ من كل الجهات
الطعن من كل الجهات
العدل فى الإنسان مات
صارت الدنيا انفلاتا
ما عاد شئ فى المدار سوى الجنون
يا أمتى .....
ماذا تبقىَّ / كى كما كنا / نكون
وفى قصيدة أخرى بعنوان " شكاية إلى الفاروق" يخاطب شاعرنا الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه حيث يقول :
وا عمراه ... جُرحنا انفجرْ
وسيفنا انكسرْ
إلا على نُحووورِنا
دماؤنا الخضراء تنهمرْ
طيورنا البيضاء تحتضرْ
نعالج الجراح أم نعالج الأثرْ ؟
الدمع يفرى جفنهُ
والجسم يلوى بعضهُ
والصيد للصياد يشعل الشررْ
لا قدسنا عادت ولا جراحنا طابت
ولا .... ولا ..... وا عمراه
العابرون يعبرون فى الجراح للنخاع
يعبرون فى الشتات للضياع
يشبعون من لحوم أجسادهم
ويرتوون من نزيف جرحهم
ويمضغون من كتابنا العِبرْ
فجرحنا انفجرْ
وسيفنا انكسرْ
إلا على نحووورِنا
ويقول فى قصيدة أخرى بعنوان أسرج حصانك :
أسرج حصانك يا فتى الفتيانِ
ما عاد فى الحلباتِ من فرسانِ
فتت صخور الحزن من أيامنا
واكشف لنا عن وجهك النُوّرانى
الكل ينظر صوب وجهك شاهقا
ويقول أنك من شذى الإيمان
فامشق حسامك وانطلق نحو الحِمى
ما عاد يجدى أى حل ثانِ
يا فارس النصر الذى قد هزنا
أفضى إليك بمجمل الأحزانِ
الغرب دس سمومه بترابنا
والشرق بارك دولة الشيطانِ
والمسجد الأقصى الذى كم شاقنا
يهمى دما من قبضة السجانِ
مسرى النبى الهاشمى ملوث
والحزن فينا صار كالفيضانِ
يا من بعثْت الحق من أكفانه
ووقدتَّ فينا شُعلة الغليانِ
وفى قصيدة بعنوان " تداعيات من زمن الصهيل" نجد شاعرنا يستنفر صهيل الأمة العربية والإسلامية لاستعادة أمجادها التليدة حيث يقول :
هدهدْ شجونك يا جوادْ
ما عاد وقت للحدادْ
ضمد جراحك وانتصب
فلقد جبلت على العنادْ
روح الصمود لديك تكفى
إن هوى منك العتادْ
وسنا الهداية فى العروق
وفى الدياجى يُستقادْ
لملم همومك وانطلق
_إن الحياة لمن أراد_
هل من فوارس ها هنا
هل من صهيل يُستعاد _________ من كتاب رؤى إبداعية فى شعر رفعت المرصفى للأديب إبراهيم خليل إبراهيم | |
|