(8) قراءة في كتابي الروح و حادي الأرواح

قراءة في كتابي الروح و حادي الأرواح ( 8 )

استكمالا لما بدأناه عن الروح و تعلقها بالبدن نقول بعون الله وتوفيقه أنه روي أن الروح تأتي فتشاهد غسل البدن و تكفينه و حمله وتقول قدموني إن كانت مؤمنة أو تقول إلي أين تذهبون بي إن كانت كافرة والناس لا يسمعون كلامها .
مر أبو الدر داء بين القبور فقال : ما أسكن ظواهرك و في داخلك الدواهي .
وفي هذا السياق نتذكر ما روي عن ابن عباس أن رسول الله صلي الله عليه و سلم أتي علي قبرين فقال : إنهما ليعذبان في غير كبير، أما أحدهما فكان يأكل لحوم الناس ، و أما الآخر فكان صاحب نميمة ثم دعا بجريدة فشقها نصفين ، فوضع علي هذا القبر نصفها و نصفها علي هذا القبر و قال : عسي أن يحفف عنهما ما دامتا رطبتين .
و من المعلوم لدينا جميعا أن رؤيا الأنبياء حق و هي كالوحي تماما و تطابق الحقيقة ، وورد في صحيح البخاري عن سمرة بن جندب قال : كان النبي صلي الله عليه و سلم إذا صلي أقبل علينا بوجهه ، فقال : من رأي منكم الليلة رؤيا ؟ قال : فإن رأي أحد رؤيا قصها فيقول ما شاء الله ، فسألنا يوما فقال : هل رأي أحد منكم رؤيا ؟ قلنا : لا ، قال : لكني رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي و أخرجاني إلي الأرض المقدسة فإذا رجل جالس و رجل قائم بيده كلوب من حديد يدخله في شدقه حتى يبلغ قفاه ثم يفعل بشدقه الآخر مثل ذلك و يلتئم شدقه هذا فيعود فيصنع مثله ، قلت : ما هذا ؟ قالا : انطلق فانطلقنا حتى أتينا علي رجل مضطجع علي قفاه و رجل قائم علي رأسه بصخرة فيشدخ بها رأسه فإذا ضربه تدهده الحجر فانطلق إليه ليأخذه فلا يرجع إلي هذا حتي يلتئم رأسه كما هو فعاد إليه فضربه قلت: ما هذا قالا : انطلق ، فانطلقنا إلي نقب مثل التنور أعلاه ضيق و أسفله واسع يوقد تحته نار فإذا اقترب ارتفعوا حتى كادوا يخرجون فإذا خمدت رجعوا فقلت ما هذا ؟ قالا : انطلق ، فانطلقنا حتى أتينا علي نهر من دم فيه رجل قائم بين يديه حجارة و رجل وسط النهر فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد الخروج رمى الرجل بحجر في فمه فرده حيث كان فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فمه فرجع كما كان فقلت : ما هذا ؟ قالا : انطلق فانطلقنا ، حتى أتينا إلي روضة خضراء فيها شجرة عظيمة و في أصلها شيخ و صبيان و إذا رجل قريب من الشجرة بين يديه نار يوقدها فصعدا بي الشجرة و أدخلاني دارا هي أحسن و أفضل . قلت طوفتماني الليلة ، فاخبراني عما رأيت قالا : نعم ، الذي رأيته يشق شدقه كذاب يحدث الناس بالكذب فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به إلي يوم القيامة ، والذي يشدخ رأسه فرجل علمه الله القرآن فنام عنه بالليل و لم يعمل به بالنهار يفعل به إلي يوم القيامة ، و أما الذي في أصل الشجرة فإبراهيم و الصبيان حوله فأولاد الناس و الذي يوقد النار فمالك خازن النار ، و الدار الأولي دار عامة المؤمنين أما هذه الدار فهي دار الشهداء و أنا جبريل وهذا ميكائيل فارفع رأسك فرفعت رأسي فإذا قصر مثل السحابة ، قالا ذلك منزلكقلت دعاني أدخل منزلي ، قالا : إنه بقي لك عمرا لم تستكمله ، فلو استكملته أتيت منزلك .
نكتفي بهذا القدر و إلي اللقاء في الحلقة القادمة مع الأسباب التي يعذب بها أصحاب القبور .

موضوع جميل جدا التوقيع محمد جمال كليب(1ث)

بارك الله فيك يا استاذ محمد كليب
وإلي الأمام دائما

» (4) قراءة في كتابي الروح و حادي الأرواح
» (7)قراءة في كتاب الروح و حادي الأرواح
» (5)قراءة في كتابي الروح وحادي الأرواح
» (6)قراءة في كتابي الروح وحادي الأرواح
» (9) قراءة في كتابي الروح وحادي الأرواح