ضمن المهام الاجتماعية الكبيرة التي يقوم بها مركز الدراسات الاجتماعية من دراسة لكل الظروف الاجتماعية والاقتصادية والصحية في المجتمع ينظم المركز مشروعاً لبناء شبكة معلومات اجتماعية متكاملة ، من خلال برنامج « المسح الاجتماعي الشامل لكل الأسر الليبية » ، من أجل إنجاح برنامج توزيع الثروة ، وللتعرف على هذا المسح والكيفية المثلى لإنجاز ذلك ، والآلية التي على ضوئها يبدأ العمل ، و للوقوف أكثر على دور هذا المركز والتعرف عن قرب على المسح الاجتماعي وأهدافه التقينا مع الأخ : الدكتور فرج مفتاح طلوبة - أمين إدارة مركز الدراسات الاجتماعية الذي حدثنا قائلاً :ـ
# في البداية أعتبر لقائي بصحيفة الزحف الأخضر فرصة طيبة ، وهي تعد من الصحف الجادة والمتميزة خاصة في ظل هذا الزخم الإعلامي الذي انتشر فيه الغث والسمين، وأنتهز هذه الفرصة لأتوجه بتحية اكبار للأخ القائد الذي هو دائماً منحاز للجماهير الشعبية ، ويسعى دائماً إلى تأكيد الجماهيرية الشعبية ، وبالرجوع إلى سؤالك عن هذا المركز أقول لك إن مركز الدراسات الاجتماعية أنشئ بقرار اللجنة الشعبية العامة رقم «230» لسنة 1375 و.ر 2007 مسيحي ، وجاء بعد لقاء القائد بفاعليات العمل الاجتماعي في مدينة الرباط الأمامي في 2006.8.1 مسيحي الذي أكد فيه الأخ القائد بأن مهمة الشؤون الاجتماعية ليست تلك المهمة التقليدية ، وهي تقديم الخدمة الاجتماعية لأن الخدمة الاجتماعية مهمة كل القطاعات والإدارات ، ولكن مهمة الشؤون الاجتماعية هي قيادة المجتمع من التخلف إلى التقدم بمعنى أن دورها يكمن في مواجهة التخلف الاجتماعي والتصدي للأمراض الاجتماعية .. ومن هنا جاءت فكرة إنشاء مؤسسة علمية تهتم بالدراسات الاجتماعية.
قرار إنشاء المركز حددت له مجموعة من الأهداف والوظائف ألخصها في ثلاثة محـــاور :
المحور الأول : وهو القيام بالدراسات الاجتماعية بمختلف أنواعها ، هنالك الدراسات الاجتماعية للظواهر الاجتماعية المهددة للأمن الاجتماعي ، وهنالك دراسات اجتماعية استشرافية للمستقبل للتصدي للظواهر التي تحدث نتيجة للتغيير الاجتماعي وهنالك دراسات اجتماعية تقييمية لتقييم ما يقدمه المجتمع من خدمة اجتماعية ، ومدى احتياجات المجتمع لهذه الخدمة
المحور الثاني : يتعلق بموضوع التنمية البشرية في مجال العمل الاجتماعي والتنمية البشرية تستهدف العاملين في مجال العمل الاجتماعي سواء أكان في مؤسسات الرعاية الاجتماعية أم في مؤسسات العمل المختلفة وتهدف أيضاً لرفع كفاءة وقدرات الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين للقيام بدورهم في مختلف المؤسسات بالمجتمع.
- المحور الثالث: المهم والذى ترتكز عليه وظائف مركز الدراسات الاجتماعية هو المتعلق ببرنامج التوعية والتطبيق الاجتماع.. وبه أو من خلاله نواجه التخلف الاجتماعي سواء من خلال البرامج الإعلامية والتوعوية واستنباط ما ينتج عن الدراسات الاجتماعية من نتائج، وما يتكشف لنا من ظواهر وسلبيات وأمراض في المجتمع ، وبالتالي توعية المجتمع والمواطن بهذه السلبيات والأمراض ، وكيفية معالجتها ومواجهتها .. هذا هو باختصار شديد ملخص عن مركز الدراسات الاجتماعية.
- الزحف الأخضر : من ضمن الأعمال التي يقوم بها مركز الدراسات الاجتماعية هو « المسح الاجتماعي » فما هو هذا المسح ؟ وما هي الآلية التي تقومون بها من أجل إجراء هذا المسح ؟
# أمين إدارة المركز : دائماً تشكي كل قطاعات المجتمع والإدارة في ليبيا من موضوع نقص البيانات والمعلومات ، وفي ظل وجود المؤسسات العلمية ومساهمتها فيما يتعلق بالتنمية لم نعمل على بناء شبكة معلومات، وقرار اللجنة الشعبية العامة الذي أنشأ مركز الدارسات الاجتماعية تنبه لهذه القضية وجعلها من أهم أهداف مركز الدراسات الاجتماعية وهو « بناء شبكة معلومات اجتماعية » ويستفاد منها فيما يتعلق بالتنمية والدراسات ، والمؤشرت الاجتماعية ، وكلنا نعلم مدى انحياز الأخ القائد للجماهير ، وفي إطار بناء الجماهيرية الشعبية تحدث في العيد الـ 31 لإعلان قيام سلطة الشعب على موضوع توزيع الثروة ، وقال: حتى نستكمل بناء الجماهيرية الشعبية ، وحتى يتم معالجة الأمراض الإدارية المختلفة، المفروض أن توزع ثروة المجتمع على كل أفراده وبالتالي نستطيع إنجاز المؤسسات الشعبية التي يخلقها المواطن ذاته ، والتي تحل محل الدولة الرسمية.. بناء على هذا قام المؤتمر الشعبي العام بتكليف لجنة من اللجان بتنفيذ ما جاء في حديث الأخ القائد في الذكرى الـ 31 لإعلان سلطة الشعب.. هذه لجنة مختصة ببرنامج توزيع الثروة وقامت هذه اللجنة بإعداد الإطار العام لبرنامج توزيع الثروة والآليات ، وتمت الاستعانة بالمركز كونه مؤسسة علمية متخصصة تضم مجموعة من الخبراء والمتخصصين والأساتذة الذين لهم علاقة بالشأن الاجتماعي ، ومن الآليات التي تم الاتفاق عليها لتحديد آلية توزيع الثروة هو المسح الاجتماعي والاقتصادي الشامل للأسر الليبية باعتبار أن ثروة المجتمع شراكة بين كل أفراده لكن ليس كل الأسر بالمجتمع متساوين في درجة الاحتياج أو الاستحقاق لنصيبهم من الثروة لأن هنالك من استفاد من ثروة المجتمع نتيجة (لديناميكية )العمل الإداري والبيروقراطي وما إلى ذلك ، وهنالك شعور لدى المواطن بأننا لسنا متساوين في أنصبتنا من ثروة المجتمع من خلال ما تقدمه الإدارة من خدمات وبنية تحتية ، وما إلى ذلك ، وحتى نخلق نوعاً من التوازن والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين المواطنين علينا في البداية أن ندرس الوضع الاقتصادي والاجتماعي للأسر الليبية ويتم تصنيفهم بناءً على ذلك.. ومن هنا جاءت فكرة المسح الشامل للأسر الليبية ، ونهدف من هذا المسح الاجتماعي إلى شيئين أولاً : نستفيد منه في برنامج توزيع الثروة ، وثانياً بناء شبكة معلومات اجتماعية يتم توظيفها في المجال العلمي والبحثي والتنموي .. الخ
الزحف الأخضر : كيف تم تصميم استمارة جمع البيانات؟
- أمين إدارة المركز: في البداية نحن صنفنا الأسر الليبية إلى مجموعة من الشرائح التي نعتقد أنها تضم كل الليبيين .. هذه الشرائح هي شريحة الموظفين وتشمل كل العاملين في الجهاز الوظيفي من الموظف الإداري في القطاعات المختلفة إلى المعلمين في قطاع التعليم .. أي كل من يتلقى مرتباً ثابتاً من وحدة إدارية تمول من الخزانة العامة وهنالك الفئة الملحقة بالموظفين وهي فئة الفائض عن الملاك الوظيفي بما يعرف بالعامية بـ( غير المسكنين)، وفئة لها أيضاً علاقة بالموظفين هي فئة ( العاملين في الهيئات النظامية) وتشمل الشعب المسلح والأمن العام والحرس البلدي والجمارك والشرطة الزراعية وغيرها من الهيئات والمؤسسات النظامية أيضاً فئة العاملين لحساب أنفسهم بما يعرف بـ(النشاط الأهلي أو القطاع الخاص) أيضاً هنالك فئة (الباحثون عن عمل) أومن لم يتم تسجيلهم في سجلات الباحثين عن عمل ولم تتوفر لهم وظائف وليس لديهم إمكانية ممارسة نشاط اقتصادي، أيضاً فئة المتقاعدين وفئة أصحاب المعاش الأساسي وهنالك أيضاً فئة إضافية نريد التعرف عليها وحصرها وهم ( أزواج الليبيات من الأجانب) وعملنا استمارة خاصة بذلك ، وكل شريحة لها بيانات خاصة بها والمستهدف بالشريحة هورب الأسرة وتتكون الاستمارة من مجموعة بيانات أساسية تتعلق برب الأسرة ثم تنتقل إلى الحالة العملية لرب الأسرة ثم بيانات أفراد الأسرة ، وفي هذه البيانات نريد بيانات متكاملة عن جميع أفراد الأسرة ،الزوجة إن كانت واحدة أو أكثر ، أسماؤهن والحالة الصحية للزوجة والحالة العملية لها ، والأبناء بنفس الكيفية يتم استعراض الممتلكات الخاصة للأسرة ، ويجب أن يكون رب الأسرة شفافاً وواضحاً في إعطائه للمعلومات ، أيضاً تشمل الاستمارة المزايا التي تحصلت عليها هذه الأسرة من المجتمع ـ بمعنى ـ هل تحصلت الأسرة على مزرعة ملكت لها من مشروع زراعي مثلاً ؟.. أو تحصل رب الأسرة على قرض من مصرف التنمية استخدمه في نشاط اقتصادي .. إلخ .
وبعد تعبئة كل هذه البيانات يقوم جامع البيانات بمراجعتها مرة أخرى مع رب الأسرة ثم يقوم المواطن بالتوقيع على هذه الاستمارة ووضع بصمة السبابتين على هذه الاستمارة ، والغرض من ذلك أن المواطن يتحمل مسؤولية البيانات التي أدلى بها أمام جامع البيانات ، أيضاً الغرض الآخر من بصمة السبابتين أنه قد يرد تشابه في بعض الاستمارات من حيث الاسم أو تكرار في الأرقام .. فالمعيار والفيصل بين ذلك هو من خلال الماسمة الضوئية حيث تحدد لمن هذه البصمة .
الزحف الأخضر : ما الذي يضمن لكم شفافية وصدق المعلومات التي يدلي بها رب الأسرة ؟.
- أمين إدارة المركز / نحن في البداية نفترض حسن النية وصدق المواطن بالدرجة الأولى ، ثانياً بافتراض أن هنالك كماً في المئة من الليبيين لديهم هذا المرض الاجتماعي ولديهم سوء النية ويدلي ببعض البيانات الخاطئة ويخفي بعض البيانات المهمة ، فإنه هنا لدينا ميزان خاص بنا في منظومة المعلومات الخاصة بالمسح الاجتماعي .. وهذا الميزان هو مقارنة بما يرد من المواطن من بيانات بما هو متوفر لدينا من كل القطاعات في منظومتها الخاصة بها وبالنسبة لعملية المسح الاجتماعي تتم بتعامل المواطن مباشرة مع جامع البيانات ، ويأتي جامع البيانات إلى بيت المواطن ، ويعرّف في البداية بنفسه عن طريق إبراز بطاقته الخاصة بالمسح الاجتماعي .. وهنا ننبه الإخوة المواطنين إلى ضرورة التعرف على جامع البيانات من خلال بطاقته وعدم الإدلاء بالمعلومات أو تعبئة أية استمارة بدون إبراز بطاقة الجامع .. كما أن استمارة جمع البيانات مجانية وليس عليها أي رسوم ، وكل الاستمارات مطبوعة في المركز ولديها رقم متسلسل وبعد إبراز البطاقة واستكمال جمع البيانات ومراجعتها مع رب الأسرة يتحصل رب الأسرة على إيصال بأن جامع البيانات استلم منه الاستمارة ويقوم جامع البيانات بوضع ملصق على البيت الذي تمت زيارته ورقم الاستمارة هو أيضاً موجود في الإيصال والملصق الذي وضع على البيت .
وعندما ينجز جامع البيانات مهمته عليه أن يمر على أمانة المؤتمر الشعبي الأساسي لمراجعة هذه الإستمارة والتصديق عليها من قبل الأمانة .. بعد ذلك يأخذ جامع البيانات الاستمارة التي تم التصديق عليها ويضعها في أقرب مركز خاص بالتجميع بداخل الشعبية التي يعمل بها ويقوم مركز التجميع بمهمتين .. المهمة الأولى تكمن في استلامه لهذه الاستمارات من جامع البيانات حسب الرقم ، فكل جامع بيانات لديه رقم خاص به ، فيقوم المركز باستلامها وحصرها ويستلم بالتالي إيصالاً بأنه أنجز العمل الذي كلـف به .
ثم يقوم المركز بتسليم الاستمارات إلى مراجع يراجع إذا كان هنالك معلومة أغفلها جامع البيانات ، وهذا نوع من التدقيق ، بعد ذلك يؤشر عليها المراجع و يتم تحويلها إلى مدخل البيانات وهو موجود في الشعبية نفسها ، وكل المراكز بها مجموعة من الحواسيب مهمتها إدخال البيانات عليها ويستفاد من ذلك في أمرين ، الأول إنشاء شبكة معلومات خاصة بالشعبية ، الأمر الثاني نستطيع الحصول منها كل يوم على هذه المعلومات ويتم أيضاً إيصالها إلى المنظومة المركزية سواء عن طريق الهاتف أو عن طريق الأقراص المرنة ، بعد الانتهاء من هذه المرحلة ننتقل إلى منظومة التحليل المركزية ، حيث تقوم في البداية بالتدقيق بما ورد في الاستمارات ومقارنتها بين الشعبيات المختلفة حتى نضمن عدم تكرار الاستمارات ، وعند حدوث أي إغفال في المعلومات ، على المواطن أن يدرك أنه بإمكاننا معرفة ذلك حيث الاستمارة الموجودة لدينا بها الرقم والاسم وجامع البيانات الذي قام بمتابعة هذه الاستمارة رقمه لدينا أيضاً و نطلب من جامع البيانات الرجوع إلى رب تلك الأسرة ونرجو من الإخوة المواطنين مساعدتنا على إنجاز هذا العمل .. وبإمكاننا أن نعمل الأسهل بالنسبة لنا للحصول على معلومات صحيحة إنه في حال وجود استمارة خاطئة توضع جانباً أو تستبعد لكننا نحن نقوم بهذا العمل من أجل المواطن وصالح المواطن ، لذلك نرجو أن يكون كل مواطن شفافاً معنا في إعطائه للمعلومات حتى يتم إنجاز العمل في وقته المحدد ويستفيد المواطن من ذلك . ونحن حددنا مقدرتنا على مسح ليبيا بالكامل بمختلف شعبياتها في ( 90) يوم عمل ، وهذا العمل فيه نوع من التحدي للوقت والجهد .
الزحف الأخضر / ما هي الصعوبات التي واجهتكم حتى الآن ؟
-أمين إدارة المركز / هنالك صعوبات تواجهنا في توفر بعض الإمكانيات ، وكما تعلمون أن موقع مركز الدراسات الاجتماعية موجود في منطقة نائية وفيها ضعف في الاتصالات ولدينا نقص في وسائل النقل التي تسهل مهمة الباحثين وما توفر لنا يعتبر أقل ما يمكن ورغم كل شيء نحن جاهزون لتأدية عملنا ولدينا حوالي ثلاثة آلاف جامع للبيانات وكل واحد لديه حقيبة متكاملة لكل الاستمارات ولديه تعريفه الخاص به وكل ما نرجوه من الإخوة المواطنين أن يتعاونوا مع جامعي البيانات وألا يقدموا معلومات خاطئة وأن يتأكدوا من الاستمارة بأن يكون عليها شعار المركز لأنه أي استمارة مخالفة لذلك لن تدخل في المنظومة
وأخيراً أوجه عتباً إلى بعض الوسائل الإعلامية التي أعلنا فيها عن هذا العمل أنها تعاملت معنا على مبدأ مادي بحث وكانت التكلفة كبيرة حيث كان من الممكن أن تكون هذه المبالغ قد دفعت في أمر يساهم في تكملة هذا البرنامج الوطني .