كرة اليد - بطولة الأمم الأفريقية (4 أسباب رئيسية وراء خسارة مصر أمام تونس)

رجحت كفة الترشيحات المنتخب المصري على نظيره التونسي خلال مواجهتهما على لقب كأس الأمم الأفريقية لكرة اليد السبت، لكن نسور قرطاج حققوا اللقب الثامن لهم بجدارة واستحقاق، وطرحت المباراة النهائية سؤالا هاما: هل تناسب أداء الفراعنة مع إمكانيات الفريق ولاعبيه؟



أسباب كثيرة

للإجابة على هذا السؤال، علينا أن ننظر بإمعان إلى مسيرة الفريق طوال البطولة. فمنذ المباراة الافتتاحية أمام الغابون، وضح لجميع المتابعين أن المنتخب المصري يعاني من مشاكل فنية، أهمها تراجع مستوى العديد من أبرز نجوم الفريق، وعدم انصهار اللاعبين الجدد مع القدامى، بالإضافة إلى الإمكانيات الفنية لجمال شمس المدير الفني للفريق والتي لا تتناسب مع الفريق.

نعم فاز المنتخب المصري في جميع مبارياته بالبطولة حتى المباريات النهائية، لكن ذلك لا يجب أن يخدع أحدا، لأن الفريق لم يواجه أي فريق قوي خلال مشواره باستثناء الجزائر، والدليل احتكار المنتخبات العربية الثلاثة تونس والجزائر ومصر لجميع ألقاب البطولة.



تراجع النجوم

المشكلة الرئيسية التي عانى منها الفريق هو تراجع مستوى نجومه بشكل كبير، فلاعب مثل حسين زكي الذي كان الأفضل في أفريقيا في وقت من الأوقات لم يظهر بنصف مستواه الحقيقي في أي مباراة، اللهم إلا في دقائق قليلة خلال مباراتي قبل النهائي والنهائي.

وأكبر دليل على تراجع مستوى زكي هو تدهور مسيرته الاحترافية، فبعد أن لعب لنادي ثيوداد ريال الإسباني وحقق معه بطولة أوروبا، انتهى النجم المصري للعب في نادي العين الإماراتي، ومن المؤكد أن أثر ذلك كان سلبيا على اللاعب ومنتخب بلاده.

وبالإضافة إلى زكي، لم يظهر هاني الفخراني بشكل طيب، خاصة في مباراتي النهائي وقبل النهائي، ما حرم المنتخب المصري من سلاح هام هو تسجيل الأهداف من على الدائرة، وظهر ذلك جليا أمام تونس، حيث أهدر الفريق خمسة أهداف من على الدائرة في الشوط الأول وحده.

كما كان دفاع الفخراني سيئا في النهائي، فتسبب في النقص العددي للفريق ثلاث مرات حتى نال البطاقة الحمراء قبل النهاية.

وتباين مستوى باقي اللاعبين المخضرمين مثل الحارس حمادة النقيب وحسن يسري وبلال عواض، حيث لم يظهر بشكل مقبول سوى أحمد الأحمر ومصطفى السيد وعبد الحميد كشك على فترات.



انسجام غائب

كما عانى الفريق من انسجام لاعبين مثل محمد إبراهيم وحماصة ومحمد علاء وأحمد أبو الفتوح، وهو ما أثر على أداء الفريق بشدة في الأوقات الحاسمة، وكذلك عندما كان شمس مضطرا لإجراء تعديلات دفاعية وهجومية على الفريق أو إراحة أحد الأساسيين.

وللمرة الأولى منذ زمن طويل تظهر فجوة بين مستوى الأساسيين على الرغم من تراجع مستواهم والبدلاء، وهو ما أدى إلى غياب الدعم وتعويض تردي حالة النجوم.



ضربة شمس

فالمدرب صاحب الخبرة الواسعة على الصعيد المحلي وقع في العديد من الأخطاء الفنية، أبرزها الاعتماد على طريقة واحدة في اللعب سواء في الجانب الهجومي أو الدفاعي، وهو ما تسبب في سهولة السيطرة على الهجوم المصري من قبل المنافسين أو سهولة اختراق الدفاعات المصرية.

وعانى الدفاع المصري كثيرا في التصدي للهجوم الجزائري والتونسي، فيما كانت معاناة هجومه أكثر في اختراق الدفاع المتقدم للفريقين، وهو ما كاد يتسبب في خسارته المباراة الأولى، قبل أن يحرمه من الكأس في المباراة النهائية.

كما أخفق شمس في توجيه لاعبيه إلى نقاط ضعف منافسيهم، حيث استمر على محاولة اختراق الدفاع التونسي من العمق والسقوط على الدائرة، ما تسبب في ارتباك اللاعبين أمام الدفاع الحديدي للنسور ومن ثم فقدان الكرة وتحولها لأهداف من هجمات سريعة مرتدة.



اللياقة البدنية

آخر الأسباب كانت فارق اللياقة البدنية، الذي وقف بجانب المنتخب التونسي، حيث استنفذ المصريون لياقتهم لتحقيق الفوز على المنتخب الجزائري العنيد، وظهر تأثير ذلك خلال العشر دقائق الأخيرة والحاسمة من المباراة.

كل هذه الأسباب بالإضافة إلى التألق الواضح لمنتخب تونس ولاعيبه، لم يجعل فوز نسور قرطاج باللقب مفاجأة للمتابعين للبطولة من بدايتها، فقد كان الأفضل والأجدر والأكثر جاهزية.

وبعد آخر الأخبار الواردة باستقالة شمس من تدريب الفراعنة، يلوح سؤال جديد في الأفق: هل من الأفضل مدرب أجنبي جديد للفريق قبل كأس العالم 2011؟ وهل يستطيع الفراعنة إعادة ترتيب أوراقهم قبل الحدث العالمي؟