القمة المصرية رقم 105 ستشهد ثاني مواجهة فنية بين الحسامين البدري وحسن المديران الفنيان للأهلي والزمالك، حيث كانت المواجهة الأولى في الدور الأول وانتهت بالتعادل السلبي ليخرج جمهورا الفريقين سعيدا بالنقطة.
لكن في مواجهة الجمعة يسعى الطرفان للفوز لإسعاد جماهيرهما، وبالطبع سيكون التعادل غير مضر على الإطلاق وسيضمن احتفاظ كل منهما بهتافات الجماهير وعدم انقلابها عليه.
مخاطرة البدري
فعلى الرغم من اقتراب البدري من تحقيق لقب الدوري لجماهير الأهلي في أول مواسمه كمدير فني إلا أنه يتعرض لانتقادات مستمرة لأدائه وإدارته الفنية للمباريات وعلامات استفهام حول تغييراته، لكنه نجح في طرح اسمه كمدير فني مصري قادم بقوة رغم النقد اللاذع الذي يواجهه من بعض وسائل الإعلام المحلية التي تعتبره "شبحا" لسلفه صانع الأمجاد وصاحب الألقاب البرتغالي مانويل جوزيه الذي كان البدري مساعدا له.
تولى البدري -50 عاما- مسؤولية الرجل الأول للنادي الأهلي عقب رحيل جوزيه نهاية الموسم الماضي، وغير البدري منذ بداية مشواره كرجل أول في الفريق طريقة جوزيه 3-5-2 واللعب بطريقة 4-4-2، ورغم البداية غير الموفقة في المعسكر الخارجي في دورة ودية ألمانية قبل مشوار الدوري إلا إنه حافظ على خطته التكتيكية وقاد الفريق من نجاح إلى آخر سواء محليا أو أفريقيا.
ورغم الإصابات الكثيرة التي عانى منها أبرز اللاعبين المؤثرين الذين وصل عددهم في بعض الأحيان إلى 8 بالإضافة إلى انخفاض مستوى معظم القوة الضاربة للفريق، قاد البدري الأهلي إلى اعتلاء قمة الدوري حتى المرحلة السادسة والعشرين برصيد 53 نقطة من 25 مباراة (16 فوزا و8 تعادلات وهزيمة واحدة) وبات قريباً من إحراز اللقب السادس على التوالي.
اعتمد البدري على العديد من العناصر الشابة في تشكيلته الأساسية عكس سلفه جوزيه أمثال مصطفى محمود محمد سليم المعروف بـ"عفروتو" وشهاب الدين أحمد وأحمد شكري وعبد الله فاروق وأحمد علي ومحمد سمير.
وستحدد مباراة القمة المقررة الجمعة بشكل كبير فوز الأهلي بدرع الدوري للعام السادس على التوالي وفوز البدري بثقة مجلس إدارة الأهلي في أحقيته في قيادة الفريق في الفترة القادمة وعدم التفكير في استقدام البرتغالي مانويل جوزيه مرة أخرى خاصة بعدما صار حرا عقب إنهاء عقده مع أنغولا.
تاريخ البدري
انضم البدري إلى صفوف الأهلي ضمن فرق الشباب عام 1970 بعد أن توسم فيه فتحي نصير قدرته على ارتداء القميص الأحمر، وتدرج حتى وصل إلى الفريق الأول عام 1978 إبان تولي المجري هيديكوتي تدريب الفريق في عصره الذهبي في سبعينات القرن الماضي.
وكان اللقاء الأول للبدري أمام الأولمبي (3-1) حاز على ضوئه على ثقة هيديكوتي وإن كانت مباراة الأهلي مع الزمالك عام 1981 مفتاح تقديم أوراق اعتماده إلى الجماهير بعد الفوز فيها 1-صفر وحصل بعدها على لقب بطل الدوري.
وخاض البدري مع الفريق خلال مشواره قبل أن تبعده الإصابة عن الملاعب 124 مباراة ما بين محلية وأفريقية، ونجح في الفوز ببطولة الدوري 4 مرات (1979 و1980 1981 و1982) وكأس مصر 3 مرات (1981 و1983 و1984) و3 بطولات أفريقية واحدة في دوري الأبطال (1982) واثنتان في كأس الكؤوس (1984 و1985).
وبدأ حسام البدري اللعب دوليا مع منتخب الناشئين (تحت 17 عاما) سنة 1977، وأهله مستواه إلى اقتناع المدير الفني عبد المنعم الحاج وضمه إلى المنتخب الأول عام 1980 حيث لعب 18 مباراة دولية وشارك في دورة الألعاب الاولمبية في موسكو 1980.
وعانى البدري من لعنة الإصابة بقطع في الرباط الصليبي في إحدى المباريات الدولية أمام المنتخب المغربي حتى اضطر إلى إعلان اعتزاله عام 1987.
وشغل البدري منصب المدرب العام للأهلي بعد وفاة ثابت البطل، وحصد مع الفريق بطولة الدوري 4 مرات (2006 و2007 و2008 و2009) وكأس مصر مرتين (2006 و2007) ودوري أبطال أفريقيا 3 مرات (2005 و2006 و2008) والكأس السوبر الأفريقية 3 مرات أيضا (2006 و2007 و2009) بالإضافة إلى المشاركة مع الفريق في كأس العالم للأندية 3 مرات (2005 و2006 و2008) قبل أن يتولى المسؤولية منفردا.
العميد مدربا
حسام حسن اسم كبير في عالم كرة القدم المصرية والعربية والأفريقية، لكنه بات نجما أيضا في مجال التدريب عقب سنوات قليلة من اعتزاله كرة القدم دون إقامة مباراة تكريم حتى اللحظة.
اتجه عميد لاعبي مصر سابقا إلى التدريب فور اعتزاله، حيث قاد المصري البورسعيدي في النصف الثاني من الدوري المصري موسم 2007-2008 حيث تمكن المصري بقيادة حسام بالبقاء بالدوري الممتاز بعد أن كان اقترب من الهبوط إلى الدرجة الثانية.
وفي موسم 2008-2009 بدأ فريق المصري في التألق تحت القيادة الفنية لحسن واستطاع الفوز على الاتحاد في الإسكندرية ثم على الأهلي بطل الدوري في بورسعيد في أول جولتين في الدوري الممتاز. ثم لاقى هزيمتين متتاليتين دفعته للاستقالة من منصبه بداعي أن الحكام يناصبونه العداء- على حد تعبيره، إلا أن جلسه ودية جمعته مع الراحل سيد متولي رئيس النادي المصري دفعته للتراجع عن الاستقالة مع توأمه إبراهيم الذي يلازمه في كل ناد يتولى فيه أي منصب فني.
وفى الأخير ودع حسام حسن بورسعيد عام 2008 بإقالته من تدريب المصري بعد أحداث مباراة شباب بجاية الجزائري والتي تعدى فيها إبراهيم حسن على الحكم الرابع وتم إيقافه خمس سنوات.
بعدها شغل منصب المدير الفني للمصرية للاتصالات بعد تأزم موقف الفريق في جدول الدوري المصري، وظل ينافس على البقاء حتى الأسبوع الأخير لكن الفريق هبط في النهاية إلى دوري الدرجة الثانية، ثم استمر مع الفريق وقاده قي منافسات دوري الدرجة الثانية حتى قدم استقالته لعدم تحقيق طموحه بالتدريب في الدوري الممتاز.
في 30 نوفمبر 2009 عين مديراً فنياً لنادي الزمالك بعد تدهور نتائج الفريق في ظل قيادة المدرب الفرنسي هنري ميشيل.
تاريخ "العميد"
حسن بدأ مسيرته الكروية مع الأهلي عام 1985 واستمر حتى 1990، حيث شارك معه في 81 مباراة وسجل 34 هدف، وفي موسم 1990-1991 انتقل إلى نادي باوك اليوناني، ولعب معه 19 مباراة وسجل 5 أهداف، وفي موسم 1991-1992 انتقل إلى نادي نيوشاتل السويسري، ولعب معه 11 مباراة وسجل 7 أهداف.
وعاد عام 1992 مرة أخرى إلى الأهلي، ولعب معه حتى عام 1999، وشارك في 143 مباراة وسجل 83 هدف، وفي موسم 1999-2000 انتقل إلى نادي العين الإماراتي، ولعب معه 5 مباريات وسجل 3 أهداف، وفي عام 2000 انتقل إلى الزمالك ولعب معه حتى عام 2004، وشارك معه في 68 مباراة وسجل 40 هدف.
وفي عام 2004 انتقل إلى نادي المصري، ولعب معه حتى عام 2006، وشارك معه في 53 مباراة وسجل 18 هدف، ومنذ عام 2006 وهو يلعب مع نادي الترسانة، إلا انه انتقل بعد ذلك إلى نادي الاتحاد السكندري لكنه لم يتألق معه وقام بفسخ عقده مع النادي الساحلي أواخر2007 قبل أن يتوجه للتدريب.