الشخصية وفن التعامل معها الجزء الأول

سندس سالم النجار
sundus-vienna@hotmail.com
الحوار المتمدن - العدد: 1714 - 2006 / 10 / 25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع

مقدمة :
الشخصية الأنسانية منفردة في نوعها وتختلف من شخص لآخر ابتداء من بصمات الأصابع التي جعلها الله تعالى مختلفة في كل البشر ، وتتباين طبائع البشرلأ سباب بيولوجية وتكوينات داخلية او بسبب تأثيرات البيئة واختلافها وبناءعلى هذا الأختلاف تتعدد شخصية الفرد . فبسبب تقدم البحث العلمي وتطور وسائل قياسه تم التوصل الى قاعدة علمية يمكن بها الحكم على الفرد وقياس سلوكه وبألتالي تصنيف البشر على هيئة مجموعات كل مجموعة تشترك في بعض السمات وألخصائص التي تميزها عن غيرها , وهكذا يمكن الحكم على هؤلاءالأفراد بأن شخصيتهم انطوائية وغيرهم عدوانية وغيرهم سلبية او ايجابية وهكذا ...
وقد تجتمع عدة شخصيات في بعض الأعراض وتكون نموذج لأحد انماط الشخصية وتميزها عن غيرها . فخلال السنوات الأربعين الأخيرة احتلت الشخصية مكانة هامة في الدراسات والبحوث النفسية , ويصدق هذا القول في حال دراسة الشخصية السوية والشخصية المضطربة . وقد ساعد تأكيد هذه المكانة عدد من العوامل من بينها النظر الى السلوك على انه يحصل لشخصية تعمل من حيث وحدة متكاملة وفيها كل ما تنطوي عليه من عناصر ومركبات ودوافع وقدرات .. الاّ ان هذا الأهتمام العظيم بألشخصية لا يسلم من الأختلاف في المنحى الذي تأخذه الدراسات التي تجعلها موضوعا .. لذا من الممكن رؤية هذا الأختلاف في اول مسألة وهي تعريف الشخصية او تحديدها .
يرى ( برت ) ان الشخصية هي ذلك النظام الكامل من الميول والأستعدادات الجسمية والعقلية الثابتة نسبيا التي يتحدد بمقتضاها اسلوبه الخاص في التكيف مع البيئة المادية والأجتماعية ..
وعند النظر الى انماط الشخصيات لا يجب ان ننظر الى كل شخص لديه بعض الخلل السلوكي على انه مريض نفسيا او عقليا او ذو شخصية مضطربة فأغلب الناس هم اسوياء ذو شخصيات سليمة ويجب ان يكو ن هذا نصب اعيننا , ولكن في بعضى الأحيان قد تنقسم النفس اا لى الطيب والشرير لذا يجب التأكيد على 3 نقاط هامة من التوازن :
1 ـ التوازن بين الحاجات النفسية والجسدية والعقلية
2 ـ التوازن والأعتدال في السلوك والممارسات والمواقف
3 ـ التوازن بين الفرد والمجتمع
لذا ينبغي ان نسلط الأضواء على مفهوم واجزاء الشخصية وفي اجزاء متتالية
سنتناول في هذا الجزء ,
مفهوم الشخصية وتعريفها :
يحتاج فهم الشخصية الى ان نعرف معنى كلمة الشخصية وما يشير اليه هذا المصطلح حيث يساعدنا على معرفة انماط الشخصية وكيف يمكن التعامل معها ..
تعريف الشخصية ببساطة : هي مجموعة من الصفات الجسدية والنفسية ( موروثة او مكتسبة )والعادات والتقاليد والقيم والعواطف ، متفاعلة كما يراها الآخرون من خلال التعامل في الحياة الأجتماعية .
تعريف الشخصية من حيث المعنى اللغوي للكلمة : الشخص في اللغة العربية هو : سواد الأنسان وغيره يظهر من بعد وقد يراد به الذات المخصوصة , وتشاخص القوم : اختلفو ا وتفاوتوا ، اما ( الشخصية ) فكلمة حديثة الأستعمال تعني : صفات تميز الشخص عن غيره "
اما في اللغتين الأنكليزية والفرنسية , فكلمة الشخصية :
" personality ""personalite "
مشتقة من الأصل اللاتيني
" persona "
وتعني هذه الكلمة القناع الذي كان يلبسه الممثل حين كان يقوم بتمثيل دور , او حين كان يريد الظهور بمظهر معين امام الناس فيما يتعلق بما يريد ان يقوله او يفعله ...
وقد اصبحت الكلمة على هذا الأساس تدل على المظهر الذي يظهر به الشخص ، وبهذا البمعنى تكون ( الشخصية ) ما يظهر عليه الشخص في الوظائف المختلفة التي يقوم بها على مسرح الحياة ..
يرى " باودن " ان الشخصية : هي تلك الميول الثابتة عند الفرد التي تنظم عملية التكيف بينه وبين بيئته .
ويرى " ايزنك " ان الشخصية : هي التنظيم الثابت المستمر نسبيا لخلق الشخص ومزاجه وعقله وجسده .
اما " البورت " فيقول : الشخصية هي التنظيم الديناميكي في نفس الفرد لتلك المنظومات الجسمية النفسية التي تحدد اشكال التكيف الخاصة لديه مع البيئة ..
ويميز علماء النفس عادة بين نموذجين من الشخصية :
1 ـ النموذج الأنبساطي : وفيه تتجه اهتمامات الفرد الى ما هو خارج عن الذات بأكثر مما تتجه نحو الذات والخبرات الذاتية . وتتميز الشخصية الأنبساطية بألديناميكية المنتجة , وبالنزوع الى الأختلاط بألناس والمشاركة بألنشاطات الأجتماعية .
2 ـ النموذج الأنطوائي : وفيه تتجه اهتمامات المرء نحو الذات والخبرات الذاتية بأكثر مما تتجه الى ما هو خارج عن الذات . وتتميز الشخصية الأنطوائية بألانكفاء على النفس , واجتناب الأتصال بألناس والحذر من الغرباء وعدم المشاركة في النشاطات الأجتماعية .
والى جانب هذا التصنيف الثنائي للشخصية تصنيف اخر يميز بين ثلاثة ضروب من الشخصية :
أ ـ الشخصية المفكرة : وهو ينزع الى الأكثار من المطالعة والتأمل ، ويعنى عادة بألنظريات لا بتطبيقها .
ب ـ الشخصية الوجدانية : وهو شخص يستجيب للأحداث والمواقف ، ولكل ما يحيط به في انفعال وتأثر . وهو اقل قدرة على تقدير القيم الموضوعية للأشياء لأنه اكثر اهتماما بمشاعره .
ج ـ الشخصية العملية : وهو شخص يغلب عليه الأهتمام بكل ما هو عملي فهو لا يكلف نفسه عناء التفكير في صحة نظرية ما مثلا ، ولكن يهمه ان يعلم ما اذا كان بألأمكان تطبيق تلك النظرية تطبيقا ينتهي الى نتائج عملية سليمة ام لا ...
ســــندس ســـالم النجار