الأمير عضو جديد
عدد المساهمات : 8 نقاط : 20 تاريخ التسجيل : 02/11/2009
| موضوع: الثقافه الاسلاميه الإثنين 30 نوفمبر 2009 - 6:37 | |
| ثقافة إسلامية؟.. اشرح! | قبل يومين، احتفلت (القيروان) التونسية رسمياً بإعلانها (عاصمة الثقافة الإسلامية) – عن الجانب العربي - لعام 2009م. وهذا الجملة على قصرها، والمنقولة حرفياً عن مواقع الأخبار، حافلة بوقفات الاعتبار والتفكر. فالفاعلية – مثلاً - درجت على ترقيم نسخ المناسبة وفق السنة الميلادية. وبوسعك أن تطالع الآن موقع الإنترنت الخاص بعاصمة السنة الفائتة والمعنون بكل افتخار: الإسكندرية 2008! قد تكون حسابات السنة الشمسية "مضبوطة" أكثر من تلك القمرية بحكم اعتبارات حسابات التقويم الرديئة وأجندات مجالس القضاء وقوى إبصار الشهود، لكن السنة الهجرية تظل علامة ثقافية فارقة بالنسبة للأمة بأسرها. بل إن المبرر الثقافي يكاد يكون الوحيد الذي يسوغ بقاء التقويم الهجري معتمداً رسمياً في أي بقعة من الأرض، بعدما تم الالتفاف مراراً على المبرر الشرعي. ومع ذلك فإنك تجد هذه الفعالية "الثقافية الإسلامية" وقد وقعت في هذا المطب. هذه الملاحظة العابرة لا تمثل صلب الموضوع، لكنها تقودنا للسؤال الكبير حول ماهية تلك "الثقافة الإسلامية". ما هي مقومات هذه الثقافة وما هي مظاهرها التي حدت بالمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) لتنظيم تظاهرة عواصم الثقافة الإسلامية هذه منذ العام الميلادي 2005؟ كانت (مكة المكرمة) هي عاصمة الثقافة الإسلامية الأولى. وهذا اختيار بدا موفقاً جداً من الناحية البروتوكولية. لكن مكة بالفعل تعكس روح ثقافة الإسلام التي نحاول تعريفها هنا. ليس بصفتها مهبط الوحي – فعلاً - وقبلة المسلمين، ولكن لأنها بتنوعها العرقي والإثني المؤكد عبر تاريخها تمثل صورة مصغرة عن العالم الإسلامي كله. مكة هي الوحيدة التي ينتمي إليها العربي والجاوي والهندي والأفريقي انتماء حقيقياً بالقدر ذاته وبدون أن يخل ذلك بأصل أي منهم. لكن هل يذكر أي منا أنه سمع أو شاهد أو حضر حدثاً متعلقاً بهذه الفكرة تحديداً قبل أربع سنوات؟ كيف مرت تلك المناسبة علينا وعلى طلاب المدارس؟ مجرد مواضيع تعبير عن "مكانة مكة في الإسلام"؟ لا شك أن طموح (الإيسيسكو) كان أكبر من ذلك. محاولة تعريف (الثقافة الإسلامية) ستأخذنا عبر دروب وعرة إذاً. فالثقافة لا يمكن نسبتها إلى دين أو ملّة. نص الخبر الخاص بالقيروان من (رويترز) يقول إن هناك فعاليات راقصة ومسرحاً وسينما وشعراً. وهذه كلها مناشط ثقافية ستجد من ينقض انتماءها للدين الواحدة تلو الأخرى وينسفها على جدار الإسلام ذاته! وإذا كما سنستلهم "الماضي المجيد" كما نفعل دوماً لننهل من ذكرياته، فسنجد أن (الحضارة الإسلامية) عموماً بثقافتها وبدونها لم يكن لها وجه واحد ولا زي موحد عبر امتداد خريطة الإمبراطورية الإسلامية. فحيثما انتشر الدين تم إسقاط مبادئه على تراث البلد أو الإقليم. هناك (ثقافات) إسلامية إذاً وليست واحدة. وكل واحدة من هذه الثقافات متفرعة من تراث وفنون الشعب المسلم الذي ابتكرها. هل نخاتل الحقيقة حين ننسب هذه الثقافات لدين الإسلام؟ هناك بلدان إسلامية يتعايش فيها مواطنون ينتمون لديانات مختلفة ويسهمون بالقدر نفسه في مسيرة حضارتها. لو تم اختيار (جاكرتا) مثلاً عاصمة لفاعليتنا ذات عام، فما نوع الثقافة "الإسلامية" التي سنتوقعها منها؟ أم إن (جاكرتا) وما على شاكلتها لا تصلح؟! لنعد للسطور الأولى من المقال. فالقيروان اختيرت كما نص الإعلان عاصمة عن الجانب العربي من العالم الإسلامي. في عام 2006 مثلاً تم اختيار (حلب) و(إصفهان). وهذا التفريق أو التكرار غير مفهوم. لماذا نخصص كل عام عاصمة للعرب وأخرى للعجم؟ ألا يشكل هذا تشتيتاً لجهود المتابعين لهذه الفعالية الثقافية – إن وجدوا -؟ كما أن ثمة ازدواجية تجبرنا على طرح المزيد من الأسئلة غير البريئة. هل نفترض هكذا أن هناك فرقاً بين الإسلام العربي وسواه؟ أو أن المسلمين العرب لهم ثقافة (خصوصية) أكثر؟ على حد علمنا فإن غير العرب قد ساهموا أكثر في خلق الحضارة الإسلامية.. هكذا تثبت كتب التاريخ والتراجم الحافلة بأسماء وأنساب لا تمت للعروبة بأكثر من الملفظ! أم إنه هاجس السياسة والتسييس الذي تكلمت عنه (إيمان القويفلي) قبل أشهر. لأن مناسبة عاصمة الثقافة الإسلامية هذه تبدو احتفائية بشق (العاصمة) أكثر مما هي مع (ثقافة الإسلام).. أياً كانت. وهكذا فإنك تجد أن كل عاصمة إسلامية ستستغل المناسبة لتحتفي بنفسها.. هي.. وبدولتها، وبإنجازات بلديتها ونظافة شوارعها وتعداد مدارسها ومستشفياتها وما إلى ذلك من أخبار القنوات الحكومية. لكننا سنكون واقعيين ولن نمانع في ذلك. لن نمانع في أن تكون هذه الفاعلية محض تطبيل قومي للعاصمة هذه أو تلك.. بشرط أن يكون هناك حشد حقيقي لهذه المناسبة عبر الامتداد الإسلامي. الآن ومع القيروان، لماذا تشارك "بعض" الدول الإسلامية وليس كلها؟ لماذا لا يشكل الاحتفاء بـ "الثقافة الإسلامية" تظاهرة عارمة تشارك فيها كل المجتمعات المسلمة، وتشد الأسر المسلمة لها الرحال في مواسم إجازاتها؟ لماذا لا تنظم الجامعات والمدارس رحلات بهذه المناسبة ولا تنشغل بها وسائل الإعلام.. أو على الأقل تلك ذات الهم الإسلامي؟ لم لا يُدعى باقي العالم لحضور قمة مناسبات ليقف بنفسه على الصورة الحقيقية؟ ألا يتسق ذلك كله وهاجس المؤامرة ونظريات صراع الحضارات والحوار مع الآخر التي يكاد الخطاب الثقافي الإسلامي يتمحور حولها؟ القيروان 1430هـ تتيح لنا جميعاً فرصة لتبني مظهر من مظاهر وحدة العالم الإسلامي. وحدة في القلب والمعتقد قائمة على التنوع والاختلاف والتعددية والانفتاح. هذا هو تعريف الثقافة الإسلامية كما يتبدى لنا.. والله تعالى أعلم.
*الطالب أحمد جوده خضر من فصل 2\1 | <table style="TABLE-LAYOUT: fixed" width="100%"><tr><td class=bluebg> </TD></TR></TABLE> |
| |
|
ممدوح عضو جديد
عدد المساهمات : 5 نقاط : 9 تاريخ التسجيل : 03/11/2009
| موضوع: رد: الثقافه الاسلاميه الجمعة 4 ديسمبر 2009 - 2:13 | |
| شكرا يا احمد على المقال الجيد
| |
|
messi عضو ماسي
عدد المساهمات : 188 نقاط : 467 تاريخ الميلاد : 01/09/1994 تاريخ التسجيل : 01/11/2009 العمر : 29
| موضوع: رد: الثقافه الاسلاميه الجمعة 4 ديسمبر 2009 - 12:59 | |
| | |
|