طارق خفاجي المراقب العام
عدد المساهمات : 140 نقاط : 349 تاريخ الميلاد : 27/06/1974 تاريخ التسجيل : 04/11/2009 العمر : 49
| موضوع: قراءة في كتابي الروح وحادي الأرواح (3) السبت 2 يناير 2010 - 15:27 | |
| [size=18]السؤال الثاني : هل أرواح الموتي تتزاور وتتلاقي أم لا ؟
قال الأمام ابن القيم : الأرواح نوعان ، أرواح معذبة و أرواح منعمة ، فالمعذبة مشغولة بما هي فيه من العذاب عن التزاور و التلاقي ، أم الأرواح المنعمة المرسلة غير المحبوسة تتلاقي و تتزاور و تتذاكر ما كان بينها في الدنيا من مواقف وذكريات ، و تكون كل روح مع رفيقها الذي هو علي مثل عملها ، وروح نبينا محمد المصطفي صلي الله عليه وسلم في الرفيق الأعلي . وهذه المعية ثابتة في الدنيا و في دار البرزخ و في دار الجزاء ، و المرء مع من أحب في هذه الدور الثلاثة السابق ذكرها ، وروري أن أصحاب الرسول قالوا : ما ينبغي لنا أن نفارقك في الدنيا ، فإذا مت رفعت فوقنا فلا نراك ، فأنزل الله تعالي " ومن يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا ". وقال تعالي : " يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلي لربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي " . أي ادخلي في جملتهم و كوني معهم ، وهذا ما يقال للروح عند الموت . وقد أخبرنا المولي عز وجل أن الشهداء بأنهم أحياء عند ربهم يرزقون و أنهم يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم وهذا دليل علي تلاقي الأرواح . وقال عبد الله بن المبارك : رأيت سفيان الثوري _ في المنام _ فقلت له مافعل الله بك ؟ فقال لقد لقيت محمد وصحبه . وقد جاءت سنة الحبيب محمد صريحة في تلاقي الأرواح و تعارفها ، فقد قال ابن أبي الدنيا : لما مات بشر بن البراء حزنت أمه عليه حزنا شديدا و قالت : يا رسول الله هل يتعارف الموتي فأرسل إلي ابني بشر السلام فقال لها الرسول نعم و الذي نفسي بيده إنهم ليتعارفون كما تتعارف الطير في رؤس الشجر ، فكان لا يموت أحد من عائلة أم بشر إلا جاءته و قالت يا فلان إقرأ علي بشر السلام . وذكر العلماء أن أهل القبور يتلقون الأخبار فإذا أتاهم الميت قالوا له ماذا فعل فلان ؟ فيقول ألم يأتكم فيقولون لا فيقول إنا لله و إنا إليه راجعون لقد ذهب في غير طريق المؤمنين و يعرفون أنه ذهب إلي الجحيم . قال أبو أيوب الأنصاري الصحابي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : إن نفس المؤمن إذا قبضت تلقاها أهل الرحمة من عند الله كما يتلقي البشير في الدنيا ، فيقولون أنظروا أخاكم حتي يستريح ، فإنه كان في كرب شديد فيسألونه ماذا فعل فلان ؟ ماذا فعلت فلانة ؟ هل تزوجت فلانة ؟ فإذا سألوه عن رجل مات قبله قال إنه قد مات قبلي قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون ذهب به إلي أمه هاوية ( أي دخل النار ) . و إلي اللقاء مع السؤال الثالث . [/size] | |
|