تغير دور المعلم تغيرا ملحوظا من العصر الذي كان يعتمد على
الورقة والقلم كوسيلة للتعلم والتعليم إلى العصر الذي يعتمد على الحاسوب والانترنت,
حيث كانت قديما يعتبر المعلم العنصر الأساسي في العملية التعليمية والمحور الرئيسي
لها ، ولكن ألان يعتبر الطالب المحور الأساسي ، وتبعا لذلك فقد تحول الاهتمام من
المعلم الذي كان يستأثر بالعملية التعليمية إلى الطالب الذي تتمحور حوله العملية
التعليمية وذلك عن طريق إشراكه في تحضير وشرح بعض أجزاء المادة الدراسية ،
واستخدام الوسائل التعليمية والقيام بالدراسات المستقلة وتقييم ادائة أيضا . هذا
التغير لم يحدث بشكل مفاجئ ولكنه جاء بشكل متدرج ومر بعدة مراحل متداخلة نوجزها في
النقاط التالية :
1- كان دور المعلم قديما يركز على تلقين المعلومات وحشو ذهن الطالب. علاوة على انه
لم يكن للطالب أي دور في العملية التعليمية باستثناء تلقيه لهذه المعلومات سواء
كانت هذه المعلومات ذات معنى وفائدة بالنسبة له أم لا وما كان على الطالب في نهاية
الأمر إلا حفظها صما بهدف استرجاعها وقت الامتحان .
اخذ دور المعلم يتطور وخاصة بعد أن ثبت أن عملية التلقين ليس لها جدوى في تعليم
الطالب وبناء شخصيته ليصبح المعلم في هذا الدور شارحا للمعلومات مفسرا لها متوقفا
عند النقاط الغامضة فيها ، وبهذا التطور فقد سمح المعلم للطالب المساهمة في
العملية التعليمية عن طريق اتاحة الفرصة له بطرح بعض الاسئلة حول المعلومات التي
لا يفهمها بحيث لا يتعدى ذلك سلطة المعلم وهيمنته.
لقد شعر المعلم ان تلقين المعلومات وشرحها للطالب ليس كافيا لتوصيل ما يريد توصيله
ما لم يستخدم بعض الوسائل التعليمية التوضيحية من صور وملصقات ومجسمات وخرائط
وغيرها ، ولكن دون ان يرافقها تخطيط لاستخدامها ، او معرفة الهدف من اجراءها او
حتى توقيت استخدامها ومناسبتها للطالب . وكان استخدامها عشوائيا ، ومع هذا فقد
ساعد هذا الدور على ادراك ضرورة شرح المادة بشيء من التوضيح وربط ما يدرسه المعلم
من مادة نظرية بالواقع المحسوس ، ومع هذا فقط ظل المعلم هو المسيطر على العملية
التعليمية . مع تطور العصر و ازدياد عدد
الطلبة ، وتغير ظروف الحياة والمجتمع والتي على ضوئها تغير مفهوم التربية من تزويد
الطالب بالمعلومات التي تساعده على الحياة إلى تزويده بالمهارات التي تعده للحياة
، فقد نشأت الحاجة إلى تطوير دور المعلم من مزود بالمعلومات إلى اكساب الطالب
المهارات العملية.
دور المعلم المنتظر في عصر تكنولوجيا التعليم:
وتتطلب تكنولوجيا التعليم من المعلم أن يلعب ادوار تختلف عن
الدور التقليدي المحصور في كونه محددا للمادة الدراسية ، شارحا لمعلومات الكتاب
المدرسي منتقيا للوسائل التعليمية ، متخذا للقرارات التربوية وواضعا للاختبارات
التقويمية فاصبح دوره يرتكز على تخطيط
العملية التعليمية وتصميمها وإعدادها، علاوة على كونه مشرفا ومديرا وموجها ومرشدا
ومقيما لها .
فالمعلم في عصر تكنولوجيا التعليم يحاول ان يساعد الطلاب ليكونوا معتمدين على
انفسهم ، نشطين ، مبتكرين وصانعي مناقشات ومتعلمين ذاتيين بدل ان يكونوا مستقبلي
معلومات ، فهي بذلك تحقق النظريات الحديثة في التعليم المعتمدة والمتمركزة على
المتعلم وتحقق اسلوب التعلم الذاتي له .
ان دور المعلم الذي يستخدم التكنولوجيا في
التعليم التعليم يتلخص في المهام التالية :
1- دور الشارح باستخدام الوسائل التقنية : وفيها يعرض المعلم للطالب المحاضرة
مستعينا بالحاسوب والشبكة العالمية والوسائل التقنية السمعية منها والبصرية لتوضيح ما جاء فيها من نقاط غامضة ، ثم يكلف
الطلبة بعد ذلك باستخدام هذه التكنولوجيا كمصادر للبحث والقيام بالمشاريع المكتبية
.
2- دور المشجع على التفاعل في العملية التعليمية التعليمية :
وفيها يساعد المعلم الطالب على استخدام الوسائل التقنية
والتفاعل معها عن طريق تشجيعه على طرح الاسئلة والاستفسار عن نقاط تتعلق بتعلمه ،
وكيفية استخدام الحاسوب للحصول على المعرفة المتنوعة ، وتشجيعه على الاتصال بغيره
من الطلبة والمعلمين الذين يستخدمون الحاسوب عن طريق البريد الالكتروني ، وشبكة
3- دور المشجع على توليد المعرفة والابداع :
وفيها يشجع المعلم الطالب على
استخدام الوسائل التقنية من تلقاء ذاته وعلى ابتكار وانشاء البرامج التعليمية
اللازمة لتعلمه ، والقيام بالكتابة
والابحاث الجامعية مع الطلبة الاخرين واجراء المناقشات عن طريق البريد الالكتروني
. كل هذا يحتاج من الطالب التعاون مع زملائه ومعلميه .
هذه الادوار الثلاثة تقع على خط مستمر وتتداخل فيما بينها ، وهي تحتاج من المعلم
ان يتيح للطالب قدرا من التحكم بالمادة الدراسية المراد تعلمها ، وان يطرح اسئلة
تتعلق بمفاهيم عامة ووجهات النظر اكثر مما تتعلق بحقائق جزئية ، اذ ان الطالب الذي
يتحكم بالمادة التي يتعلمها يتعلم أفضل مما لو شرحها له المعلم كما ان الطالب في
هذه الحالة يتفاعل مع العملية التعليمية بشكل أكثر ايجابية مما لو ترك للمعلم فرصة
التفرد بعملية التعليم والتحكم. ومع ان هناك بعض التضحيات من جراء اعطاء الطالب
فرصة التحكم بما يدرس الا ان الربح المؤكد هو ان الطالب يتعلم بطريقة صحيحة ويكتسب
مهارة التعلم الذاتي ، اذ ان المعلومات المشروحة له من قبل المعلم قد ينساها لانها
تتعلق بمعرفة نظرية ، في حين قد لا ينسى الطريقة التي يتعلم بها من تلقاء نفسه ،
لأنها تتعلق بمهارة دائمة تظل معه مدى الحياة .
ما رأيك في تطبيق تكنولوجيا التعليم في
الواقع التعليمي المصري ؟
عندما نبي رأينا في أي موضوع سواء كان يخص
العملية التعليمية أو بعيدا عنها نجد أنفسنا بطبيعة الحال ننظر إلى الايجابيات
التي يقدمها في واقع التعليم المصري ولكننا هنا سننظر إليها من جهة أخرى من جهة
التكنولوجيا نفسها هل هناك الوقت الكافي لتقديم هذه التكنولوجيا بالطريقة الوافية
الكافية للطالب لتفهم هذا الشيء أو إننا سوف نقدمها من باب مواكبة العصر والارتقاء
بالمجتمع وهل الأهداف الأساسية تطبق بنسبة تجعلنا نهتم بالتكنولوجيا فأنني أرى أن
تقديم كمية قليلة من الأفكار والمعلومات وتوسع الفكر البشري فيها بتقديمها من خلال
تكنولوجيا سوف تحقق الهدف المنشود أما تقديم مناهج مكتظة بالمعلومات والمفاهيم
والأفكار التي ينشغل الفرد منا بمذاكرتها وفهمها اكثر من انشغالة بشرح هذه
المعلومات باستخدام التقنيات الحديثة ولكننا لا نوجه عيبا على التكنولوجيا ولكن
الذي نطرحة هنا هو أين الوقت الذي يسمح
لكل فرد من أفراد العملية لتعليمية تقديم الوسائل التكنولوجية بشكل جيد
ويعطي لها حقها فالتكنولوجيا تحقق العديد من المزايا للمعلم.فأنها تغيير دور
المعلم و التلميذ من خلال تطبيق المنحى النظامي لتقنيات التعليم، حيث أصبح التلميذ
محور العملية التربوية ، و لم يعد دور المعلم قاصر على نقل المعلومات والتلقين، و
أصبحت العملية التعليمية تشاركية بين التلميذ والمعلم.. وفرت تقنيات التعليـم
بدائل و أساليب تعليميـة متعددة كالتعليم المبرمج،و الكمبيوتر التعليمـي مما أتاح
للمتعلم فرصـة التعليم
الذاتي، و التغذية الراجعة.. ووفرت تكنولوجيا المعلومات إمكانيات جيدة لتطوير
المناهج و الكتب و أساليب التعليم(الأقراص التفاعلية المدرسية المصاحبة لكتب
التلاميذ في اللغة و الرياضيات و
الإيقاظ العلمي ...)..و لعبت تقنيات التعليم دورا مميزا في استيعاب مستحدثات الثورة المعرفية من خلال إدماج
تكنولوجيات الاتصال ضمن المسار التعليمي ووفرت ملفات متعدّدة لحفظ المعلومات و
وسائل اتصال بمراكز البحث و التجديد. فهي تقدم مثيرات
متعددة تتفاوت في درجة تجريدها ،كما أنها تعرض هذه المثيرات بطرق وأساليب مختلفة
ومتنوعة باختلاف قدرات التلاميذ واستعداداتهم وميولهم.فهناك من التلاميذ من يفهم
بالطريقة اللفظية , وهناك من يفهم عند رؤية رسم توضيحي على السبورة , وهناك من
يفهم عن طريق مشاهدة أحد النماذج وآخر من يفهم بالطريقة السمعية وآخر البصرية ... الخ
ولكننا نحتاج إلى استكمال نظم المعلومات وتفعيلها على
مستوى المدرسة والنظام التعليمي مع إيجاد الكوادر البشرية المؤهلة لإدارة
البنية التحية ونظم المعلومات والعمل على إيجاد معلم قادر ومدرب على أحدث
أساليب التكنولوجيا والبرامج المتطورة في نظم المعلومات والتى تواكب أحدث تقنيات
العصر لتنفيذ خطط تطوير التعليم