عبد الرحمن عضو مجتهد
عدد المساهمات : 39 نقاط : 116 تاريخ الميلاد : 05/01/1976 تاريخ التسجيل : 25/10/2009 العمر : 48
| موضوع: المكتبة المدرسية الإثنين 26 أبريل 2010 - 2:37 | |
| المقدمة من الأهداف الأساسية للتعليم تحقيق النمو المتكامل للدارس من كافة النواحي الوجدانية، والعقلية، والاجتماعية والسلوكية والصحية.وتؤكد الاتجاهات التعليمية الحديثة على أهمية المكتبة المدرسية وما تؤديه من دور فاعل في تحقيق أهداف التعليم، فهي مرتكز لكثير من العمليات والأنشطة التربوية والتعليمية داخل المدرسة. وتمتاز المكتبة المدرسية عن بقية أنواع المكتبات الأخرى المتوافرة في المجتمع، بكثرة عددها، وسعة انتشارها، فحيثما توجد مدرسة، فمن المفترض أن توجد مكتبة بها تقدم خدماتها للمعلمين والطلاب، كما تمتاز بأنها أول نوع من المكتبات يقابل القارئ في حياته، وسوف تتوقف علاقته بأنواع المكتبات الأخرى الموجودة في المجتمع على مدى تأثره بها، وانطباعه عنها، وعلى مدى ما يكتسبه فيها من مهارات مكتبية في القراءة، والبحث، والحصول على المعلومات. المكتبة المدرسية مفهوم المكتبة المدرسية School Libraryلقد كان المفهوم السائد حول المكتبة المدرسية عبارة عن مستودع للكتب في زاوية بعيدة ومهجورة يأتي عليها حين من الدهر لا يلتفت إليها أحد، وكان ينظر لامين المكتبة بمثابة الحارس لمجموعة المكتبة من الفقد والضياع دون الأخذ في الاعتبار الخدمات الأخرى التي يجب أن يقدمها للمجتمع المدرسي من الطلاب والمدرسين والإداريين.ونتيجة للمستجدات التي حدثت في مجال المكتبات والمعلومات اهتز هذا المفهوم الخاطئ حول المكتبة المدرسية في ضوء التطورات المعاصرة وما شهدته الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية من تطورات ثورية خطيرة إزاء زحف التكنولوجيا الحديثة إليها بما لها من ثقل ووسائل مستحدثة وتفكير علمي خالص أطاح بالمفهوم التقليدي للمكتبة.وأثرت الاتجاهات والمتغيرات التي صاحبت التطور العلمي والتكنولوجيا في كافة مجالات البحث العلمي تأثيرا ايجابيا على الأساليب والنظم التعليمية والتربوية وفي فلسفة التعليم، وكان لهذا التأثير انعكاساته على المكتبة المدرسية بوصفها القاعدة الأساسية ومحور التقاء برامج الأنشطة التعليمية في كافة مستويات الدراسة التعليمية المختلفة.ونظرا لعدم وجود تعريف محدد ومتفق عليه للمكتبة المدرسية فأننا نسوق هذه التعريفات خدمة لمفهوم المكتبة الحديث. تعريف المكتبة المدرسية:مكان يتمتع بالاحترام العميق يمكن أن يتصل فيه الفرد الراغب في بذل الجهد بالأفكار التي سجلها الإنسان عبر العصور بطريق مباشر، وهي المكان الوحيد في المدرسة الذي يمكن أن يعمل فيه الفرد بمفرده دون مساعدة الآخرين، وهي أول نوع من أنواع المكتبات يتعامل معه الفرد في بداية حياته ويتوقف استخدام الأنواع الأخرى من المكتبات على نجاحه أو عدم نجاحه في استخدام المكتبة المدرسية والاستفادة منها، وهى مكان يحتوي على حوامل المعلومات Carriers of Information وهيئة موظفـين وتجهيزات يذهب إليه المتعلم للحصول على المعلومات التي يحتاجها لتعليم نفسه تبعا للبرنامج التعليمي لمدرسته واستجابته لاحتياجاته الخاصة"، في حـين اعتبر جين لويس Jean Lewis المكتبة المدرسية أساسا هاماً في قيـاس مدى فعـالية أي نـظام تعـليمي لاحتوائها على مجموعة من المراجع المساعدة في استقصاء المعلومات ودورها في تشجيع التلاميذ على استخدام مـوادها وكـيـفية الوصول إلى المعلومات فيها.ويلحظ من خلال تعريفات المكتبة المدرسية أنفة الذكر أنها تركز على ناحية وتهمل ناحية أخرى إلا أنها تشترك في العديد من الأسس التالية:- الفرد بدلا من حرامة هو أساس النشاط.- تعليم الذات.- احترام أو تقدير مسجلات الإنسان.- تقديم المعلومات لمستويات فكرية مختلفة من التلاميذ والطلاب.وبهذا لا يمكن أن نبتعد في تعريف المكتبة المدرسية عن النظام التعليمي والمدرسة، فالمكتبة المدرسية هي النافذة التي يطل منها التلميذ على العالم يرى من خلالها ثقافته وحضارته وتقدمه ويطلع عبرها على منجزاته في جميع الميادين وهي الأستاذ الدائم والمدرسة المستمرة في حياة الفرد.ويمكن القول بأن المكتبة المدرسية "عبارة عن بناية أو غرفة أو مجموعة من الغرف احتوت على مجموعة من المواد المكتبية المطبوعة وغير المطبوعة أحسن اختيارها وجرى تنظيمها وتيسير استخدامها تحت إشراف مهني متخصص لتقديم الخدمات المكتبية المناسبة لمجتمع المدرسة من المعلمين والطلبة".وأصبحت المكتبة المدرسية مركز اتصال يعبر عن ما تحتويه من كتب ووسائط أو ما نطلق عليه المكتبة الشاملة. أهمية المكتبة المدرسية:للمكتبة المدرسية أهمية خاصة تنبع من كونها النوع الأول من أنواع المكتبات الذي يواجهه الطالب في حياته ويتمثل أول احتكاك له بمصادر المعرفة وهي الأساس المتين في العملية التعليمية والتربوية ولها فضل على المعلم والتلميذ عندما كان هدفها رفع كفاءة كل منهما. التعريف بالمكتبات التقليدية:ولدت المكتبات مع ميلاد الحضارة الإنسانية المسجلة ولقد مضي الوقت الذي كانت المكتبة تعتبر فيه مخزنا للكتب أو مظهرا من مظاهر الأبهة التي تحرص على الزخرف والشكل دون الجوهر.... وهي المكتبات التي لا تتوفر فيها الوسائل التقنية الحديثة تحتوي على مطبوعات تقليدية من كتب ونشرات وصحف ومجلات تقدم خدماتها بشكل تقليدي.وينظر تقليديا إلى المكتبات بمقتضى نظم تشغيلها كوحدات منفصلة ضمن المدرسة وأحيانا كمؤسسة ضمن مؤسسة المدرسة ومع ذلك، بداية من سنة 1945 م اعتبرت جمعية المكتبات الأمريكية (A.L.A) مكتبة المدرسة كطريقة تدريس وعلى الرغم من أن هذه النظرة تكونت منذ أكثر من 56 عاما إلا أنها وبشكل منعش ومدهش وثيقة الصلة بالمنهج المعتمد على النتائج التي طبقت بمدارس جنوب أفريقيا، إلا أن هذه النظرة تغيرت ونشأ نوع جديد من المكتبات المدرسية يمكن أن نطلق عليه المكتبة المتطورة أو المكتبة الشاملة التي تضم مصادر المعلومات المطبوعة وغير المطبوعة. المكتبة المدرسية والنظام التعليمي: النظام التعليمي نظام متكامل له مقوماته الخاصة، كما أن له أنظمته الفرعية، غير أنه لا يعمل من فراغ، فهو نظام مفتوح يؤثر ويتأثر بالنظام الاجتماعي كله بما فيه من أنشطة اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية. وطبقا لأسلوب تحليل النظم يمكن النظر إلى المكتبة المدرسية على أنها نظام فرعي للتعليم ، يتفاعل مع النظم الفرعية الأخرى للمدرسة ككل. وكما أن للتعليم مدخلاته ومخرجاته ، فللمكتبة المدرسية باعتبارها إحدى أنظمة التعليم الفرعية مدخلاتها الخاصة، وهي عبارة عن الأهداف التي ينبغي تحقيقها من وجود المكتبة ، وكذلك مجموعات المواد ، والمكان، والتجهيزات، والأثاث، والقوى البشرية . وكل هذه المدخلات ضرورية، ولا يمكن الاستغناء عن أي جانب منها، حيث أنها تكون المقومات الأساسية للخدمة المكتبية. التعريف بالمكتبات الشاملة Comprehensive Libraryلم تعد المكتبة المدرسية في الوقت الحاضر مجرد نشاط خارج المواد الدراسية المقررة وإنما أصبحت مركزا للتعلم يستطيع الطالب من خلاله استــخدام مـصادرها المختلفة للحصول على المعلومات بهدف البحث والاستشارة أو القراءة الترويحية، كما أصبح الهدف منها تدعيم وإثراء المناهج الدراسية ومواكبة الفكر الـتربوي الحديث الذي يؤكد على ضرورة توفير الفرص الكافـية للطلاب لتحقيق النمو المتكامل على أسس فردية وفق قدراتهم وميولهم واستعداداتهم وقد أدى ذلك إلى ضرورة توفير كافة أشكال المواد التعليمية وأجهزتها المتمثلة في أوعية الذاكرة الخارجية وآلات تشغيلها وتخطيط برامج موسعة وشاملة لخدمات المكتبة المدرسية باعتبارها محـوراً للعملية التعليمية والتربوية والثقافية المتصلة بها.وفي مضمار المكتبات المدرسية هناك تلاحم بين المكتبة وبين الوسائل السمعية والبصرية بمفهومها التعليمي انعكس في التسميات المتعددة التي أصبحت تطلق على المكتبات المدرسية الحديثة وعلى أمين المكتبة الذي أصبح يعرف باختصاصي المعلومات.ولقد حاول كثير من المكتبيين اختيار اسم مناسب للمكتبة المدرسية الحديثة يعكس المفهوم الحديث لها وبما تقتنيه من مواد تعليمية مطبوعة وغير مطبوعة.تعكس المكتبة الشاملة التحول الجذري في فلسفة ومفهوم ومجاميع وخدمات المكتبات المدرسية وشموليتها لكافة أوعية المعلومات المقروءة والمسموعة والمرئية والالكترونية لتكون مركز إشعاع فكري وثقافي وتربوي وتعليمي للطلاب. المكتبة المدرسية الشاملة ضرورة تعليمية: كان الاعتماد في المكتبات المدرسية منذ إنشائها على الأوعية التقليدية للذاكرة الخارجية التي تتمثل في المواد المطبوعة من كتب ونشرات ودوريات في تقديم خدمتها إلى المعلمين والطلاب. بيد أن التقدم العلمي، والتطور التكنولوجي الذي تحقق في النصف الثاني من القرن العشرين أضاف وسائل اتصال حديثة يسرت نقل المعرفة، والمعلومات وبثها خلال أوعية غير تقليدية تعتمد على حاستي السمع والبصر كالأفلام الثابتة والمتحركة، والشرائح والمسجلات والشفافيات، والتلفاز التعليمي، وأشرطة الفيديو، وما إلى ذلك . ولكون الطفل يتعلم، وينمو ثقافيا من خلال اتصاله بالمؤثرات الثقافية والطبيعية والاجتماعية في البيئة التي يعيش فيها، وأن قنوات الاتصال هي الحواس الخمس، وعلى رأسها البصر والسمع، لذلك كان التركيز على الاستفادة من إمكانيات وسائل الاتصال الحديثة التي تعتمد على تلك الحاستين في العمليات التعليمية لزيادة تأثير وفاعلية التعليم. هذا وتحقق المكتبة الشاملة الميزات التالية: 1.تكامل مواد التعليم، وترتيبها في مكان واحد. 2.سهولة الوصول إلى المادة التعليمية المتصلة بأي موضوع من الموضوعات. 3.الاقتصاد في تجهيز المدرسة بالوسائل التعليمية. 4.ترشيد استخدام المواد التعليمية، وتنسيق تداولها بما يحقق اكبر استفادة ممكنه منها.إن التقدم العلمي و التكنولوجي الذي تحقق خلال النصف الثاني من القرن العشرين أضاف وسائل اتصال حديثة كان لها الدور الكبير في نقل المعرفة والمعلومات ونشرها على أوسع نطاق من خلال أوعية المعلومات غير التقليدية التي تعتمد على حاستي السمع والبصر كالأفلام الثابتة والمتحركة والمسجلات الصوتية والشفافيات والإذاعة المرئية وأشرطة جهاز العرض (المشاهدة) الخ.... واستخدمت هذه الوسائل كوسائل اتصال تعليمية في العديد من المدارس والمؤسسات التعليمية لتحقيق الأهداف التعليمية والتربوية وكان على المكتبات المدرسية أن تستقبل هذا التقدم العلمي وتسخيره وتوظيفه لصالحها. وبذلك أصبحت المكتبة المدرسية مركزا للمصادر التعليمية.وتؤكد الحقائق العلمية والتربوية أن الأطفال يتعلمون وينمون ثقافيا من خلال اتصالهم بمؤثرات ثقافية وطبيعية واجتماعية في البيئة التي يعيشون فيها وان اكتسابهم للمعلومات يتم عن طريق الحواس الخمس: البصر، السمع، اللمس، التذوق، الشم، قال تعالى "قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون".ومن بين الأبحاث التي تؤكد على هذه الناحية ما قام به د. رونالد ستيورات (Ronald Stewart) المدير العام لمركز تكــنولوجيا التعليم بجامعة تكساس الأمريكية الذي توصل من خلال أبحاثه إلى أن حاسة البصر يتعلم منها الإنسان بنسبة 85% وهي تأتي في المرتبة الأولى، أما حاسة السمع فهي بنسبة 11% وتأتي في المرتبة الثانية، أما حواس اللمس والشم والذوق يتعلم منها الإنسان بنسبة 4% وهي تأتي في المرتبة الثالثة.ويُرجع "براون" (Brawen) وهو من رجال المكتبات المشهورين أن المشاكل التي ظهرت على التعليم في العصر الحديث هو بسبب "التضخم السكاني الرهيب_ الانتشار السريع للمعرفة والمخترعات الحديثة، الحاجة الملحة لإعداد القوى العاملة"التي تتم بواسطتها مقابلة متطلبات العصر وتحديات المستقبل مما جعل وجود المكتبة المدرسية الشاملة امرأ ضرورياً لأداء المدرسة لرسالتها التربوية والتعليمية نحو التعليم الذاتي والتعليم المستمر. أهداف المكتبة المدرسية الشاملة:تكون المكتبة في المدرسة العصرية النموذجية عنصرا أساسا من عناصر التنظيم المدرسي ، ولا تختلف أهدافها الأساس ‘ن أهداف المدرسة التي تقدم إليها خدماتها ، فالأهداف الرئيسة للمكتبة يجب أن تكون هي أهداف المدرسة بالذات ، ومع هذا فإن المهنة المكتبية تحاول دائما صياغة أهداف أكثر ارتباطا بالمكتبة ، وبمعنى آخر تحاول تحديد أهداف أوثق اتصالا بأنشطة المكتبة، ويمكن حصر أهداف المكتبة المدرسية في التالي:ـ1.تيسير الخدمات المكتبية المتنوعة، وغيرها من مجالات الأنشطة التربوية والثقافية التي يتطلبها البرنامج التعليمي. 2.التدريب على استخدام المكتبة، وبرامج اكتساب المهارات المكتبية بعناصرها وخطواتها وتدريباتها في حصة المكتبة. 3.اكتساب التلاميذ للمعارف بجهدهم الذاتي. 4.الحصول على المعارف من مصادرها أثناء تدريس بعض أجزاء المنهج.5.احتواء المكتبة المدرسية الشاملة على مراجع وكتب ومجلات ، ووسائل الاتصال التعليمية التي تتصل بالمنهج المدرسي ومقرراته للمواد الدراسية ، وأنواع الأنشطة التربوية داخل المدرسة وخارجها. 6.فتح قنوات الاتصال الطبيعية من مواد المنهج وممارسات الأنشطة المختلفة. 7.مواجهة ظاهرة تكاثر المعارف الإنسانية. 8.تحليل المقررات الدراسية ، ومساندتها بالوسائل التي تحقق أهدافها. 9.تعدد مصادر المعرفة ، وتنوع وسائلها. 10.تكافؤ الفرص التعليمية في الفصول المزدحمة. 11.تلبية احتياجات الفروق الفردية. 12.اكتساب التلاميذ مهارات الاتصال بأوعية الفكر المتنوعة. 13.تهيئه خبرات حقيقية، أو بديلة تقرب الواقع للتلاميذ. 14.اكتساب التلاميذ اهتمامات جديدة. 15.القدرة على التثقيف الذاتي. 16.كشف الميول الحقيقية، والاستعدادات الكامنة، والقدرات الفاعلة. 17.ممارسة الحياة الاجتماعية، وغرس القيم الجمالية. 18.التدريب على استخدام المصادر المتنوعة والمتعددة التي تتناسب مع البحوث والدراسات المختلفة.كما أن للمكتبة المدرسية أهمية أيضا في كونها وسيلة من أهم الوسائل التي يستعين بها النظام التعليمي في التغلب على كثير من المشكلات التعليمية التي نتجت عن المتغيرات الكثيرة والمتلاحقة التي طرأت على الصعيدين الدولي والمحلي. المكتبة المدرسية وطرق التدريس: مما لا شك فيه أن طابع البرنامج التعليمي، وطرق التدريس المتبعة يؤثر تأثيرا بالغا على نوعية وطبيعة الأنشطة المكتبية المدرسية، ومجالات خدماتها . ومن هنا يمكن القول بأن فرص استخدام مصادر المكتبة استخداما وظيفيا تكاد تكون معدومة في المدارس التي تستخدم الطرق والأساليب التقليدية في تدريس المواد والمقررات الدراسية . حيث يعتمد المدرسون في الغالب على الكتاب المدرسي، وعلى طرق التلقين والحفظ، مما يجعل المتعلم يقف موقفا سلبيا من المكتبة.في حين نجد المدارس التي تتبع الاتجاهات التعليمية الحديثة في طرائق التدريس ، والتي تركز على جهود المتعلم ذاته في عملية التعليم والتعلم، قد أوجد اتصالا وثيقا بين المكتبة والمنهج الدراسي.والحقيقة التي لا جدال فيها أن المكتبة المدرسية تستطيع أن تسهم إسهاما جديا ومثمرا في خدمة المناهج الدراسية وتدعيمها، وفي إكساب الطلاب خبرات متعددة تتصل بالاستخدام الواعي والمفيد لجميع أوعية المعلومات لاستخراج الحقائق والأفكار منها، والحصول على المعلومات لمختلف أغراض الدراسة والبحث. إن طرق التدريس وأساليبه الحديثة تدعو إلى توفير الفرص الكافية والملائمة لكل طالب ليتعلم كيف يعلم نفسه بنفسه ، بمعنى أن يتخذ موقفا إيجابيا في عملية التعلم. المكتبة المدرسية والمنهج : من أهم أهداف المكتبة المدرسية – كما أوضحنا آنفا – تدعيم المنهج الدراسي، وإثراؤه ومساندته بتوفير المصادر التعليمية على اختلاف أنواعها، وتيسير استخدامها للمعلمين والطلاب للاستزادة من المعلومات التي تتعلق بموضوعات الدراسة المقررة . فالغرض الأساس للمكتبة غرض تعليمي تربوي في المقام الأول ، ومن ثم فإن المنهج الدراسي الذي يعد محور العملية التعليمة والتربوية يأتي في مقدمة اهتماماتها ، ومجالا حيويا من مجالات عملها وأنشطتها. دور المكتبة المدرسية في خدمة المنهج: المكتبة المدرسية مرفق من أهم مرافق المدرسة النموذجية التي تتبع الأساليب والطرق التربوية الحديثة، وتطبق المنهج الدراسي بمعناه الواسع، وليس باستطاعة المدرسة أن تحقق المفهوم الحديث للمنهج بدون مكتبة معدة إعدادا جيدا، ومزودة بقدر كاف من أوعية المعلومات على اختلاف أنواعها . والمدرسة التي تأخذ بالمفهوم الحديث للمنهج، لا تكون مكانا تقتصر مهمته على حشو أذهان الطلاب بالمعلومات ، وإنجاحهم في الامتحانات، بل تكون مكانا يساعد الطلاب على النمو المتكامل، ويحتاج معظم هذا النشاط إلى القراءة والاطلاع . لذلك نرى أن المكتبة المدرسية لها أهمية كبرى في المدرسة العصرية النموذجية، إذ إنها ترتبط ارتباطا وثيقا بأنشطة الطلاب التي تهدف إلى إتاحة الفرص الكافية لتعليمهم وفق أسس تربوية سليمة، فضلا عن نموهم نموا متوازنا من كافة النواحي . أما من ناحية المواد المقروءة التي يجب توافرها في المكتبة لمقابلة احتياجات القراءة المختلفة، فإنه ينبغي أن تكون متفقة ومناسبة مع استعدادات الطلاب وميولهم على مختلف أعمارهم، وتشبع حاجاتهم، وتلبي رغباتهم، حتى لا ينصرفوا عن المكتبة بحجة عدم وجود المواد القرائية التي تلبي احتياجاتهم ، سواء أكان ذلك لقلتها، أم لعلو مستواها، أم انخفاضه.ويتضح مما سبق أن المكتبة المدرسية إذا أرادت أن تخدم حاجات المنهج الدراسي، وتعمق أهدافه وجوانبه المتعددة، يتحتم عليها أن تكون غنية بمجموعات منتقاة بعناية من الكتب، والوسائل التعليمية الأخرى التي تتعلق بمختلف مناحي حياة الطلاب التي تشرف عليها المدرسة.ولكي تنجح المكتبة في تحقيق أهدافها، وخاصة فيما يتعلق بخدمة المنهج لا بد أن يكون هناك تعاون دائم ومثمر وفاعل بين أمين المكتبة، وبقية هيئة التدريس، وإن إيمان المدرسين برسالة المكتبة، وتعاونهم وحماسهم هو الذي يبعث النشاط والحيوية في جوانب الخدمة المكتبية المختلفة. ويمكننا حصر مجالات التعاون بين المعلمين وأمين المكتبة في التالي: 1.يقتضي تسهيل الخدمات المكتبية لجميع الطلاب بالمدرسة تخطيطا تعاونيا من جانب المعلمين، وأمين المكتبة، فيما يتصل باختيار مجموعات المواد التي تزود بها المكتبة. 2.المعلمون هم أصحاب الدور الأول في تحديد شكل ومضمون مجموعة الكتب الموجودة في المكتبة. 3.من المهم بصفة خاصة أن يراجع المعلمون المؤلفات الموجودة في المكتبة قبل البدء في مادة دراسية جديدة ، ومثل هذه الزيارات التي يقوم بها المعلمون للمكتبة، تساعد أمين المكتبة على أن يعد نفسه، ولكنها أهم بالنسبة للمعلم إذ يتأكد من توفر مادة كافية عن الموضوع حتى يجنب الصف تجربة فاشلة بالنسبة للكتب. 4.مشاركة المدرس في عمل المكتبة خلال زيارة الطلاب لها مهمة جدا، فهو يعمل مع أمين المكتبة خلال حصة المكتبة لوضع أسس العادات والاتجاهات المرغوب فيها، وأن يتأكد من أن كل طالب يجد المادة المناسبة لاهتماماته، وقدراته واستعداداته. العوامل الايجابية للمكتبة المدرسية الشاملة:اولاً: الموقـــعاذا كانت المكتبة الشاملة جزءاً من مدرستها فان الموقع يعتبر من العوامل التي تساعد على أداء رسالتها ويجب أن يتوفر في الموقع الشروط التالية:1.أن تكون المكتبة في موقع يسهل الوصول إليه من قبل الطلبة والمعلمين وليس هناك مبرر لان تكون في الأدوار العليا للمدرسة.2.أن تكون بعيدة عن الضوضاء في مكان هادئ يساعد على التفكير والتأمل والفهم.3.توفير الضوء الطبيعي والتهوية المناسبة في ضوء المناخ والجو العام للمدرسة.4.توفر المدخل الملائم للمكتبة الشاملة حتى يمكن استخدامه كمهئ نفسي ليعرف رواد المكتبة أنهم ذاهبون إلى المكتبة وليس إلى مقصف المدرسة.5.عدم وجود المكتبة ضمن حجرات الإدارة أو ملاصقة لها إلغاء لأي حواجز سيكولوجية أو أعمال روتينية مثل معاقبة التلاميذ كذلك التقليل من التزامات أمين المكتبة تجاه الإدارة في التكليفات البعيدة عن التخصص. ثانيا: المبنــىيعتبر مبنى المكتبة المدرسية الشاملة المرتكز الأساسي الذي يعتمد عليه في تقديم الخدمات وتصميم مبنى المكتبة يتطلب توافر العديد من الاعتبارات:1.مناسبة المساحة لاحتياجات المكتبة من توفير مكان للكتب والمواد المكتبية ومكان للمطالعة والخدمات المكتبية الأخرى والأعمال الفنية والإدارية الخاصة بالمكتبات.2.إمكانية التوسع في المستقبل من غير تكلفة في النفقات. ثالثاً: المساحــــةبالإضافة إلى اختيار موقع مناسب للمكتبة ووجود التهوية والإضاءة الطبيعية يجب تخصيص مساحة مناسبة تتناسب ومقتنيات المكتبة المدرسية الشاملة من المواد والأجهزة والأثاث والكتيبات والنشرات والقصاصات وأرشيف المعلومات والوسائل التعليمية (شرائح- أفلام – تسجيلات – خرائط – أجهزة عروض صوتية وضوئية – حاسوب).إلا أن الملاحظ أن مكتباتنا لم تصمم في الأصل لتكون مكتبات وإنما هي حجرات أو قاعات دراسية عادية تم استخدامها كمكتبات دون أي تحوير أو تعديل مما نتج عنه إعاقة الخدمة المكتبية المدرسية، ويوصي في المستقبل عند تصميم المدارس الجديدة أن تكون المكتبة المدرسية من ضمن التصاميم على أن يشترك خبراء المكتبات والمعلومات والمهندسون المعماريون في إعداد المواصفات والمقاييس والمعايير الدولية في هذا الخصوص. رابعاً: الأثاثإن الأثاث الذي يجب توفيره في المكتبات المدرسية الشاملة يخضع لمعايير خاصة تأخذ في الاعتبار مساحة المكتبة والمجموعات المكتبية إضافة إلى عدد التلاميذ والطلاب والمعلمين والإداريين فالأثاث المكتبي يجب أن تكون فيه مرونة ومتانة وجودة وجمالية منظره مع توفر الراحة التامة في الجلوس.وينبغي أن يكون الأثاث الخاص بالمكتبة المدرسية الشاملة مختلفا عن بقية الأثاث الموجود بالمدرسة الذي يغلب عليه المظهر الرسمي. ويستخدم في المكتبات نوعان من الأثاث، خشبي ومعدني والأثاث الخشبي أفضل من الأثاث المعدني على الرغم من أن النوعين بهما مميزات وعيوب.النوع الأول: غير صالح في المناطق شديدة الحرارة إلا إذا تم تصنيعه من أنواع جيدة من الخشب الصلب القوي الذي يتحمل الحرارة والجفاف وتعد أخشاب البلوط والزان من أفضل الأنواع التي تستخدم في أثاث المكتبات.والنوع الثاني: يتأثر إلى حد كبير ويصبح عرضة للصدأ.إلا انه في الوقت الحاضر يستخدم الأثاث الممزوج بين النوعين الخشب والمعدن نظرا لارتفاع أثمان الأخشاب وتصنيعها... هذا الأثاث الممزوج الذي اثبت صلاحيته في المكتبات المدرسية وغيرها من أنواع المكتبات الأخرى متخصصة، جامعية... كما انه يجب استخدام الألوان الفاتحة المشرقة التي تضفي على النفس البهجة والسرور والابتعاد عن الألوان القاتمة. وتختلف مقاسات الأثاث حسب النوعية المطلوبة فأثاث المكتبة المدرسية للمرحلة الابتدائية يختلف عن أثاث المكتبة الإعدادية والثانوية.... خامساً: الأجهزة والمعداتمن الأجهزة المطلوبة للمكتبة المدرسية الشاملة:-1. الأجهزة السمعية (جهاز تسجيل صوتي – جهاز تسجيل عادي من بكرة إلى بكرة – جهاز الكاسيت).2. أجهزة عروض الصور الثابتة: (جهاز عرض الشرائح الفيلمية (الأفلام الثابتة) – جهاز العرض العلوي – جهاز عرض الصور المعتمة).3. أجهزة عروض الصور المتحركة: (جهاز العرض السينمائي – جهاز الإذاعة المرئية – فيديو للمشاهدة – عرض الأفلام الحلقية...) الخاتمة تلك نبذة سريعة عن أهمية المكتبة المدرسية، وأهدافها، وكيفية استثمارها والاستفادة منها، ومتطلباتها.نأمل بإذن الله من إخواننا المعلمين، وزملائنا الطلاب أن يقدروا قيمة هذه الوسيلة الهامة من وسائل تنمية الفكر وبنائه وتثقيفه، وإعداد الأجيال المقبلة الإعداد العلمي والثقافي والتربوي اللازم. والله ولي التوفيق | |
|